هاشتاغ
يشهد سوق المحروقات في المغرب حركة تغييرات لافتة مع ظهور شركات صاعدة تقتحم المشهد بقوة، مسهمة في تحوّل جذري في توازنات القطاع، وتحدي هيمنة الفاعلين التقليديين.
أظهر تقرير حديث لمجلس المنافسة كيف استطاعت شركات جديدة مثل “بي جي إن إنرجي ماروك” و”بي بي إنرجي موروكو” أن تحقق حضورًا متناميًا في سوق استيراد وبيع المحروقات بالجملة، مستفيدة من بيئة تنظيمية أكثر انفتاحًا وتشجيعًا للمنافسة.
على الرغم من ثبات عدد الشركات المرخص لها في الاستيراد عند 31 شركة، فإن الحصص السوقية الرئيسية بدأت تشهد إعادة توزيع، حيث انخفضت هيمنة الشركات التسع التاريخية من 89% في 2023 إلى 84% في 2024، ما يعكس قابلية السوق لاستيعاب اللاعبين الجدد.
لا تقتصر مساهمة هذه الشركات الصاعدة على الاستيراد فقط، بل تمتد لتشمل الاستثمار في البنية التحتية، حيث لعبت دورًا بارزًا في توسعة شبكة محطات الخدمة التي ارتفعت إلى أكثر من 3,500 محطة على الصعيد الوطني.
ويرى محللون اقتصاديون أن هذه الدينامية الجديدة تعزز شفافية القطاع وتخلق بيئة تنافسية تخدم المستهلك المغربي، من خلال تحسين الأسعار وتوفير خيارات أكثر تنوعًا.
بالإضافة إلى ذلك، تسهم هذه الشركات في رفع القدرة التخزينية للمحروقات في المغرب، حيث وصلت إلى أرقام قياسية تواكب الطلب المتزايد، ما يعزز استقرار السوق ويقلل من مخاطر نقص العرض.
في ظل هذه التحولات، تبدو شركات المحروقات الصاعدة كقوة دافعة للابتكار والتجديد في قطاع حيوي، تسعى من خلاله المملكة إلى ضمان أمنها الطاقي وتعزيز اقتصادها الوطني.