الصحافة الإسبانية: قرار مجلس الأمن انتصار دبلوماسي للمغرب وترسيخ لمخطط الحكم الذاتي

هاشتاغ

أجمعت الصحافة الإسبانية الصادرة اليوم على أن قرار مجلس الأمن رقم 2757 يمثل انتصاراً دبلوماسياً واضحاً للمغرب، وترسيخاً نهائياً لمبادرة الحكم الذاتي كخيار وحيد وواقعي لتسوية النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، في مقابل تراجع المواقف المعادية للمملكة داخل المنتظم الدولي.

ففي تقرير مطوّل، أكدت قناة RTVE الإسبانية أن قرار مجلس الأمن «يكرس واقع الصحراء كإقليم مغربي يتمتع بمسار تنموي مستقر»، مشيرة إلى أن الأمم المتحدة «جددت الثقة في مبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب سنة 2007 باعتبارها الإطار الوحيد القابل للتطبيق».

أما صحيفة 20 Minutos، فقد كتبت أن «الأمم المتحدة حافظت على نهجها الواقعي، معتبرة أن الحل السياسي الممكن يمر عبر المقترح المغربي الذي يحظى بدعم واسع من المجتمع الدولي»، مضيفة أن القرار الأممي جاء في سياق تزايد التأييد الدولي لموقف الرباط، خاصة من القوى الأوروبية والولايات المتحدة.

من جانبها، وصفت جريدة Última Hora القرار بـ«النقطة المفصلية في النزاع»، موضحة أن مجلس الأمن أقرّ بضرورة انخراط جميع الأطراف المعنية، «وفي مقدمتها الجزائر، باعتبارها طرفاً مباشراً يتحمل مسؤولية سياسية في استمرار الأزمة».

أما موقع HuffPost España، فقد نقل تذمّر جبهة البوليساريو من القرار الجديد ورفضها المشاركة في أي مفاوضات على أساس مبادرة الحكم الذاتي، مشيراً إلى أن هذا الموقف «يعزل الجبهة أكثر فأكثر عن مسار الحل الأممي ويبرز محدودية نفوذها السياسي».

وأكدت التحاليل الواردة في الصحف الإسبانية أن المغرب خرج منتصراً دبلوماسياً، بفضل رؤية ملكية استباقية جعلت من التنمية في الأقاليم الجنوبية واقعاً ملموساً، ومن المبادرة المغربية نموذجاً في الحلول السلمية الواقعية والمستدامة.

ويرى المراقبون في مدريد أن التحول في الخطاب الإعلامي الإسباني يعكس تغيراً أعمق في المقاربة الأوروبية لملف الصحراء، حيث بات يُنظر إلى الحكم الذاتي المغربي كضمانة للاستقرار الإقليمي والأمن في غرب المتوسط.

وهكذا خلصت الصحافة العالمية الى أن قرار مجلس الأمن رقم 2757 لا يمثل فقط تصويتاً أممياً، بل اعترافاً دولياً بنجاح الرؤية المغربية في الجمع بين الدبلوماسية والتنمية.