في “قمة سوتشي” الروسية – الأفريقية، حاول وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف توجيه هجوم ضمني ضد المغرب وفرنسا بخصوص قضية الصحراء المغربية، والاعتراف الفرنسي بسيادة المغرب على صحرائه. فقد دعا عطاف إلى “إنهاء الاستعمار قديمه وحديثه في أفريقيا”، مشددًا على ضرورة القضاء على الاستعمار في القارة بشكل نهائي. ومع ذلك، فإن هذه التصريحات لا تعكس سوى موقف الجزائر المتناقض مع تطلعات الدول التي التحقت بمصاف الدول المدعمة لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية.
عطاف، الذي تطرق في كلمته إلى ضرورة استكمال مسار تصفية الاستعمار في أفريقيا، اعتبر أن الجزائر تدعو إلى القضاء النهائي على الاستعمار، سواء كان قديمًا أو حديثًا. وبينما كان يشير ضمناً إلى قضية الصحراء، التي يرفض فيها المغرب أي مساس بسيادته على هذه المنطقة، كان خطابه يعكس سياسة الجزائر التي تتجاهل حقائق الوضع الدولي وتاريخ العلاقات بين المغرب وأوروبا. في حين أن المغرب، الذي يسعى لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، يواصل تعزيز موقفه الدولي القوي ويدافع عن سيادته بوضوح، بما في ذلك من خلال المبادرة الجادة المتمثلة في “خطة الحكم الذاتي” التي تحظى بتأييد متزايد من المجتمع الدولي.
تصريحات عطاف تأتي بعد أسابيع من إعلان الجزائر عن استيائها من دعم فرنسا للمغرب في خطته للحكم الذاتي في الصحراء، مما دفعها إلى سحب سفيرها من باريس. إلا أن هذا الموقف الجزائري لم يزد المغرب إلا تمسكًا بسيادته، وحصل على دعم واسع من القوى الكبرى التي تدرك أهمية استقرار المنطقة.
عطاف أيضًا أشاد بالشراكة بين روسيا وأفريقيا، مبرزًا الدور الروسي في دعم القارة الأفريقية في نضالها ضد الاستعمار، ومؤكدًا على ضرورة تعزيز التعاون في مجالات الأمن والاقتصاد. لكن تبقى الحقيقة أن روسيا نفسها تدرك أهمية العلاقات المتوازنة والمبنية على الاحترام المتبادل، والتي يحترم فيها كل بلد سيادته وحقه في تحديد مصيره.
فيما يخص تمثيل أفريقيا في مجلس الأمن الدولي، دعا عطاف إلى زيادة حصة القارة في هذا المجلس، مطالبًا بمقعدين دائمين وآخرين غير دائمين. إلا أن المغرب يواصل التأكيد على أن الحقوق الأساسية للشعوب يجب أن تحترم وأن طريق السلام في المنطقة يمر عبر الاعتراف بحقوق المغرب الكاملة في صحرائه، وهو ما يسعى لتحقيقه من خلال الدبلوماسية المتوازنة والعلاقات المتينة مع القوى العالمية.
هذه التصريحات الجزائرية تأتي في وقت يستمر فيه المغرب في تحقيق تقدم في مجالات متعددة، ويثبت للعالم أن الحلول السلمية والمتوازنة هي الطريق الوحيد لضمان استقرار المنطقة.