هاشتاغ
أثار مقال الكاتب المغربي الطاهر بنجلون، المعنون بـ”المغرب العزيز جداً”، موجة واسعة من التفاعل بين أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج (MRE)، الذين عبروا عن استيائهم الشديد من ارتفاع الأسعار وتدهور جودة الخدمات والمنتجات بالمملكة، خاصة خلال موسم الصيف.
الكاتب نقل في كرونيكه شهادات عديدة، أبرزها تعليق لأحد المهاجرين يدعى كريم، قال فيه إنه عاد من المغرب منذ أيام قليلة وهو يشعر براحة بالغة بالعودة إلى فرنسا، بعدما أصبح “البلد لا يُطاق” على حد وصفه، منتقداً ما وصفه بـ”الاحتيال اليومي، والأسعار الخاصة بالمغاربة المقيمين بالخارج، وارتفاع تكاليف العبور، وتراجع مستوى الفنادق”، إضافة إلى “تفشي الفساد في الاقتصاد والإدارة”. وذهب المعلق إلى حد الدعوة لمقاطعة زيارة المغرب وتحويل الأموال إليه سنة 2026 إذا استمرت الأوضاع على حالها.
بنجلون أشار إلى أن غلاء المعيشة أصبح سبباً رئيسياً في عزوف عدد من أفراد الجالية عن زيارة الوطن، حيث فضل بعضهم قضاء العطلة في إسبانيا أو تركيا، محذراً من أن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى ابتعاد الأجيال الجديدة من أبناء المهاجرين عن المغرب، وحتى وقف التحويلات المالية.
وتطرق الكاتب إلى قطاع الصحة كمثال على الغلاء المفرط، موضحاً أن تحليل دم قد يكلف ما بين 300 و1000 درهم، فيما تصل تكلفة الأشعة إلى 1500 درهم، في ظل استفادة مختبرات التحاليل من أرباح ضخمة مع شبه غياب للمراقبة الجبائية الحقيقية.
وفي جانب آخر، انتقد بنجلون ما اعتبره تراجعاً في القيم والمبادئ، وانتشاراً لظواهر “الأنانية وانعدام التضامن وانحسار حس المواطنة”، داعياً إلى “المراقبة والعقاب” واستعادة قيم التربية والاحترام التي كانت سائدة لدى الأجيال السابقة، مع تحذير من التأثير السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي غير المؤطرة.
وضرب الكاتب أمثلة من حياته اليومية على مظاهر غياب الوعي الجماعي، منها مشادات كلامية صاخبة في القطارات، وإهمال النظافة في المرافق العامة، ورفض بعض سكان العمارات دفع مصاريف الصيانة رغم قدرتهم المادية، مما يؤدي إلى تدهور المرافق.
وختم بنجلون بالتأكيد على أن معالجة هذه الظواهر تتطلب إرادة سياسية ومجتمعية، تبدأ من التربية على المواطنة واحترام القانون، وليس فقط الاهتمام بالمظاهر أو التحضير للاستحقاقات الكبرى مثل مونديال 2030، مضيفاً: “نحن بحاجة إلى تنظيف شوارعنا وقيمنا في آن واحد”.