الطريق الساحلية الحسيمة – تطوان: من شريان حيوي إلى جرح مفتوح.. والحكومة تكتفي بالصمت

هاشتاغ
مرة أخرى تضطر المستشارة البرلمانية فاطمة السعدي، إلى دق ناقوس الخطر بخصوص ملف أصبح عنوانًا للفشل المزمن: الطريق الساحلية بين الحسيمة وتطوان. هذا المحور الطرقي الذي يُفترض أن يكون شريانًا استراتيجيًا لتنمية شمال المملكة، أضحى اليوم مصدر قلق دائم ومستمر لمستعمليه، وسط لامبالاة واضحة من الحكومة، واستهتار غير مبرر من وزارة التجهيز والماء.

لقد تابعتُ باهتمام كبير السؤال الكتابي الذي وجهته المستشارة عن حزب الأصالة والمعاصرة، والذي لم يكن سوى صدى لصرخات المواطنين الذين يقطعون هذه الطريق يوميًا، مخاطرين بحياتهم على مقاطع متهالكة، بلا تشوير، بلا صيانة، ولا حتى رؤية تنموية واضحة. ما يحدث على هذا الطريق ليس فقط تقصيرًا في أداء الواجب، بل هو استخفاف صارخ بحقوق المواطنين، وبالأمن الطرقي، وبالعدالة المجالية.

كيف يمكن للحكومة أن تتحدث عن الجهوية المتقدمة، وعن التنمية المستدامة، بينما تترك طريقًا استراتيجيًا بهذا الحجم، يربط الحسيمة بتطوان، في هذه الحالة الكارثية؟ كيف يمكن لوزير التجهيز والماء أن يبرر هذا التراخي، بينما هذه الطريق تحتضن آلاف السيارات يوميًا، وتُعد بوابة رئيسية لعودة مغاربة العالم إلى وطنهم خلال فصل الصيف؟

ما لا يُفهم، ولا يمكن تبريره، أن الحكومة تعرف حجم الضغط الذي تعرفه هذه الطريق، وتعلم عدد الحوادث التي تُسجل سنويًا بسبب اهتراء بنيتها، ومع ذلك لا تتحرك إلا تحت ضغط الأسئلة البرلمانية أو الاحتجاجات الشعبية. إنه فشل في التخطيط، وفشل في التدبير، وفشل في الاستماع الحقيقي لمطالب المواطنين.

الطريق الساحلية الحسيمة – تطوان ليست فقط معبرًا سياحيًا، بل ركيزة اقتصادية واجتماعية أساسية. وتأهيلها ليس ترفًا سياسيًا أو وعدًا انتخابيًا، بل ضرورة وطنية عاجلة. والحكومة، إذا كانت فعلًا تحمل ذرة مسؤولية، فعليها أن تخرج من دائرة التبرير وتتحرك ميدانيًا، بخطة واضحة، وبأجندة زمنية دقيقة.

المستشارة السعدي قامت بدورها الرقابي كما يجب. أما الكرة اليوم فهي في ملعب الوزارة المعنية، التي لم يعد أمامها الكثير من الوقت قبل أن تفقد ما تبقى من مصداقيتها أمام سكان الشمال. هؤلاء المواطنون لا يطلبون مشاريع ضخمة، بل فقط طريقًا آمنة، صالحة، تحفظ أرواحهم وتضمن لهم حق التنقل الكريم.

فهل تستيقظ الوزارة من سباتها؟ أم أن هذه الطريق ستظل جرحًا مفتوحًا في جسد الشمال المهمل؟