العالوي يشعل فتنة داخل الاتحاد الاشتراكي … و الاتحاديين يترنحون بين الغضب والصمت

مولاي العربي أحمد
في تصريح مثير للجدل، فجّر عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، المهدي العالوي، موجة من الغضب داخل حزبه، وذلك خلال كلمته يوم الجمعة الماضي في المؤتمر الإقليمي للحزب بمدينة الراشيدية، حيث اتهم مناضلي الحزب بأنهم “يشربون الخمر بهدوء ويقتلون المجرمين”.

هذه التصريحات اعتُبرت مهينة وصادمة، خاصة وأنها صدرت أمام الكاتب الأول للحزب إدريس لشكر، وفي قلب إقليم الراشيدية المعروف بطبيعته المحافظة ورفضه المطلق لمظاهر الانحلال الأخلاقي، وعلى رأسها استهلاك الكحول. وهو ما زاد من حدة الانتقادات، خصوصًا أن الإقليم لا يتوفر أصلًا على محلات لبيع الخمور، باستثناء محل واحد أغلق منذ سنوات.

قيادي بارز في حزب الاتحاد الاشتراكي، أدلى بتصريح لموقع هاشتاغ، عبّر فيه عن إدانته الشديدة لما صدر عن العالوي، معتبراً أن هذه الاتهامات تمس بتاريخ الحزب وصورته، وتعد سابقة خطيرة من عضو في أعلى هيئة تقريرية داخل التنظيم. وأضاف أن “اللحظة التنظيمية التي يعيشها الحزب، المرتبطة بالإعداد للمؤتمر الوطني، تجعل من الصعب اتخاذ قرار فوري في حق المعني بالأمر”، داعياً الكاتب الأول إلى تحمل مسؤوليته واتخاذ الموقف المناسب.

القيادي ذاته شدد على أن هذه هي المرة الأولى في تاريخ الحزب التي يُتهم فيها بشكل مباشر من داخل بيته باتهامات خطيرة تمس مناضليه ونضالاته، مؤكداً أن كلام العالوي لا يعكس سوى “سقوط أخلاقي وسياسي مدوٍّ”، خصوصًا أن المعني بالأمر متابع قضائيًا بتهم تتعلق بتبديد المال العام، التزوير، واستغلال النفوذ خلال فترة ترؤسه لجماعة “ملعب”.

وفي وقت تتواصل فيه تداعيات هذه التصريحات داخل الأوساط الاتحادية، يرى متابعون أن ما أقدم عليه العالوي لا يخرج عن كونه محاولة مكشوفة لصرف الأنظار عن ملفاته القضائية، عبر مهاجمة الحزب الذي منحه التزكية ذات يوم، قبل أن يتحول إلى أداة للإساءة إليه وتشويه تاريخه.

الاتحاد الاشتراكي، الذي ظل لعقود رمزًا للنزاهة السياسية والنضال الديمقراطي، يجد نفسه اليوم أمام اختبار داخلي حقيقي، لا يتعلق فقط بحرية التعبير داخل الحزب، بل بمدى قدرة قيادته على حماية تاريخه من عبث أشخاص لم يتشبعوا بقيمه، ولم يدركوا بعد وزن الأسماء التي صنعت تاريخه: المهدي بن بركة، عمر بنجلون، عبد الرحيم بوعبيد، وعبد الرحمن اليوسفي.