علي الغنبوري
في سلوك عدواني و غير مبرر ، خرج الامين العام السابق للعدالة و التنمية ، عبد الاله بنكيران على بعد أيام قليلة من نهاية الحملة الانتخابية ، مهاجما بعض الاحزاب المنافسة لحزبه ، و واصفا لزعمائها و قادتها بشتى أنواع السب و القدف.
عبد الاله بنكيران الذي دفن رأسه في التراب ، امام فضائح و زلات قيادات حزبه سواء في تدبيرهم الحكومي او في حياتهم المجتمعية ، حمل اليوم كل أنواع الأسلحة اللسانية في تصرف يوحي بتحول الساحة السياسية إلى حمام شعبي ، و بدأ في “التشيار بالسطولة” يمينا و يسارا في حق كل من رفض الخضوع للبؤس السياسي الذي يحمل لوائه هو و حزبه .
عبد الاله بنكيران الذي وجه رسالة استقالته لمن وصفهم هو نفسه بغير المحترمين من قيادات حزبه (ذكرهم بالاسم) في ورق كلينيكس ، يريد اليوم أن يمحو كل هذا بقشابة بيضاء و لحية و سبحة النصب ، جاعلا منهم الاطهار الذين يريدون الخير لهذا البلد .
في حديث جانبي لاحد قيادات العدالة و التنمية مع أحد الاصدقاء ، بل سنة من الأن ، حول وثيرة اشتغال عزيز اخنوش السياسية و مدى تأثيرها على العدالة و التنمية ، اجاب بالحرف ” غير خليهم حتى تبقى ثلاثة ايام للانتخابات او نطلقو عليهم بنكيران يريبهم”.
ما قاله هذا القيادي ، يوضح بالملموس الاستراتيجية السياسية لحزب العدالة و التنمية ، المبنية على استنباط حيواني ، يدفع إلى تحويل الكلب الى حيوان شرس قادر على الانقضاض و العض في اي لحظة يتم فيها حل وثاقه ، من خلال احكام وثاقه ، و الرفع من منسوب الإثارة و السعار لديه .
هذا بالضبط ما تقوم به العدالة و التنمية في حق بنكيران ، يتم تهميشه و محاصرته و منع الزيارات عنه ، و دفعه للانزواء في بيته ، حتى تحين الفرصة المناسبة ، و يتم دفعه الى إطلاق لسانه الغليض و اخراج كل السعار المتولد لديه في حق كل من يخالفهم الراي و من يتصدى لفشلهم و اخفاقهم.
قد يقول البعض انه من المفروض في عبد الاله بنكيران كرئيس حكومة سابق ، ان يتمتع بواجب التحفظ و احترام منصبه السابق و التحلي بصفات رجل الدولة ، لكن ما لا يقوله هؤلاء ، ان بنكيران اصبح اسير معاملة حيوانية من طرف إخوانه في العدالة و التنمية ، يتم استعماله فقط للمواجهة و لمهاجمة الخصوم ، و التغطية على على الفساد و على الفضائح و الاخفاق و الفشل ، بالنباح .
ما لا يريد ان يفهمه بنكيران و إخوانه ، ان المغاربة فهموا جيدا حقيقة اللعبة ، و يعرفون جيدا من هو بنكيران ، و من هم قيادات العدالة و التنمية ، و ما هي حقيقة وعودهم و زيف ادعائاتهم ، و ان النباح و السعار ، لا يكون ورائه الا الفاسدون ، و ان الكلب عندما يحصل على العضمة يحاول حمايتها بالنباح الشديد.
على بنكيران و قبل هذه الحصة ، من “التعراق ” او ” تحياد الحوايج ” او “التعربيط” ، ان يجيب المغاربة على 6 ملايين التي يحصل عليها كتقاعد استثنائي ، و على صورة العثماني و هو يوقع على التطبيع ، و على كيف دخل أصحابه و رفاقه لتدبير الشأن العام وطنيا و محليا، و كيف اصبحوا اليوم يعيشون رغد العيش بعد شضفه، و على المناصب الريعية التي حصلوا عليها باسم الحزب ، و على و على …
الجواب على هذه الأسئلة ، و غيرها ، سيحسمه الشعب المغربي يوم 8 شتنبر ، و سنعرف آنذاك الصالح و الطالح ، و سيتأكد القائمون على حزب العدالة و التنمية ، ان استراتيجية الكلب المربوط ، لن تجديهم نفعا ، و ان ما يعيشونه من طرد في الشارع من طرف المغاربة خلال الحملة الانتخابية هو الحقيقة التي عليهم مواجهتها .