الغلوسي : المرحلة المقبلة ستكون صعبة إقتصادياً وإجتماعياً

أفاد محمد الغلوسي، رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، أن كل المؤشرات الدولية والوطنية تفيد أن المرحلة القادمة ستكون صعبة للغاية اقتصاديا واجتماعيا وستكتوي فئات وشرائح اجتماعية واسعة بنيران الأزمة وهو ما يتطلب شجاعة سياسية في مواجهة تداعياتها.

وأوضح الغلوسي في تدوينة له، أن هذه الشجاعة يبدو أن النخب الحالية والتي تدبر الشأن العمومي ببلادنا لا تمتلكها، لأنها ببساطة ولدت في أحضان الريع والفساد .

وتابع “أغلب المسؤولين الذين يتواجدون في الصفوف الأمامية للتدبير العمومي جهويا ووطنيا ،والجميع يعرف ذلك ،لاهم لهم إلا التربص بكعكة الصفقات العمومية وسندات الطلب والسهر في كل الليالي في أماكن منعشة من أجل ذلك” ،مشيرا إلى أن الذي ينصت للكلام الذي يتردد على لسان بعض أصحاب المقاولات والشركات سيقف على حقيقة كيف أنهم يضطرون لأداء إتاوات كبيرة مقابل نيلهم الصفقات ،كما أن رائحة بعض هؤلاء المسؤولين فاحت في كل مكان وينعمون بكل النعم من الأكل والشراب والمساج والتدليك مجانا وغيرها من الخدمات الأخرى على “ظهر” أصحاب بعض المطاعم والفنادق الذين يجبرون على قبول ابتزاز نخب متلهفة وجشعة ،والأكيد أن كل التقارير الأمنية تسجل ذلك ،مسؤولون لا يعنيهم عطش الناس في البوادي ولا كساد الفلاح ولا فك العزلة عن مناطق منسية ،وكل همهم هو تحين الفرص ورسم الخطط للانقضاض على المال العام والبحث عن أقصر الطرق لمراكمة الثروة وإبداع أساليب للتحايل على مؤسسات الرقابة والمحاسبة.

واسترسل قائلا “هذه هي الحقيقة المرة لبعض المدبرين للشأن العمومي ببلادنا مهما حاولوا الظهور بمظهر المصلح والخائف على الوطن العديد من هؤلاء يعرفهم الناس حق المعرفة وآخر همهم هو التنمية وأكثر ما ينشغلون به هو كيف ينمون أرصدتهم وشبكات علاقاتهم”.

وأكد الغلوسي من خلال تدوينته، أن نخبا كهذه لا يمكنها في هذه الظروف العصيبة أن تساهم في إطفاء الحرائق المشتعلة ولذلك فإن البلد في حاجة إلى إصلاح سياسي عميق ومواجهة الفساد ونهب المال العام وربط المسؤولية بالمحاسبة وذلك لن يتأتى إلا بوجود نخب سياسية مبدعة ومبتكرة وذات مصداقية لتجاوز كل الصعوبات وبناء جسر الأمل مع المستقبل وتعزيز الثقة في المؤسسات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *