في خطوة تصعيدية، أصدر المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للصحة العمومية (ف.د.ش) بإقليم تطوان بيانًا يطالب بإعفاء مدير المركز الاستشفائي الإقليمي بتطوان من منصبه، داعيًا إلى إيفاد لجنة تحقيق مركزية لمحاسبته على ما وصفته النقابة بـ”الخروقات الإدارية والتدبيرية” التي أدت إلى تدهور الأوضاع المهنية والاحتقان داخل المؤسسة الصحية.
وجاء هذا البيان عقب اجتماع دوري للمكتب الإقليمي، الذي عُقد يوم الخميس 28 نونبر 2024، والذي ناقش الاجتماع الأوضاع المهنية والاجتماعية والتنظيمية لمهنيي الصحة، بالإضافة إلى العرض الصحي على المستويات المحلية والجهوية والوطنية.
وأشار المكتب إلى أن النقاش أظهر حجم التحديات التي تواجه الأطر الصحية، مُحملًا المسؤولية الكاملة لإدارة المركز الاستشفائي التي وصفها البيان بـ”العاجزة عن تحقيق الحكامة الجيدة وإدارة المرفق العمومي بكفاءة”.
وأشاد المكتب النقابي بـ”الاعتصام البطولي” الذي خاضه مناضلو النقابة الأسبوع الماضي لمدة عشر ساعات متواصلة، معتبرًا أنه محطة نضالية فارقة ستُسجل في تاريخ الدفاع عن حقوق الأطر الصحية. كما عبر عن امتنانه لجهود الوساطة التي بذلتها المديرة الجهوية للصحة والمندوب الإقليمي والسلطات المحلية، لكنه أكد أن هذه الجهود لم تنجح في حل الأزمة بسبب ما وصفه بـ”تعنت وغطرسة المدير”.
وطالب البيان بإيفاد لجنة مركزية للتحقيق في سلسلة من الخروقات التي قال إنها تعرقل سير العمل داخل المستشفى، ومنها التلاعب بمحاضر الاجتماعات، إفشاء الأكاذيب، وخلق حالة من الانقسام بين الأطر الصحية. كما دعا إلى كشف ملابسات حادثة غامضة تعرض لها المدير مؤخرًا بمنطقة نائية، مشددًا على ضرورة تقديم الحقائق الكاملة حول الحادثة لتجنب الإشاعات والتأويلات التي تضر بسمعة المرفق الصحي.
النقابة أكدت تمسكها بجميع بنود محاضر الاتفاقات الموقعة مع السلطات المحلية، مشددة على ضرورة تنفيذها دون تأخير. وحذرت من أي محاولات للتسويف أو التهرب من المسؤولية، مؤكدة أن المكتب النقابي سيواصل متابعة تنزيل هذه الالتزامات بشكل صارم. في ذات السياق، دعا المكتب إلى مقاطعة المدير ووقف كافة أشكال التعاون معه، بما في ذلك الاجتماعات وتقديم التقارير، حتى يتم إعفاؤه من منصبه.
وجدد المكتب الإقليمي التزامه بالدفاع عن حقوق وكرامة مهنيي الصحة، مؤكدًا استعداده لخوض جميع الأشكال النضالية المشروعة لتحقيق مطالبهم. كما دعا إلى تعزيز التعبئة ورص الصفوف خلف الإطار النقابي العتيد، مع التأكيد على رفض كل أشكال التفرقة والضعف في مواجهة التحديات. البيان وجه نسخًا منه إلى وزير الصحة ووالي جهة طنجة تطوان الحسيمة ومسؤولين آخرين، مطالبًا بتدخل عاجل لإنقاذ الوضع الصحي المتردي بالمركز الاستشفائي الإقليمي بتطوان.