الفاسي الفهري:التربية تعتبر أهم شيء لرفع تحديات التغير المناخي بالمغرب

أكد أمين السر الدائم لأكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات ، عمر الفاسي الفهري، الاثنين بالرباط، على أهمية التربية في مكافحة التغير المناخي وتأثيره على التنمية المستدامة بالمغرب.

وأبرز الفاسي الفهري، في كلمة بمناسبة افتتاح ورشة استشارية حول العمل المناخي بالمغرب، أن “تربية قادرة على تكوين شباب منفتح وواع بمسؤولياته وباختياراته، مكون ضمن روح التضامن ومهتم بالحفاظ على كوكب الأرض، ستشكل لا محالة دعامة أساسية لرفع تحدي التغير المناخي في المغرب وفي كل العالم “.

وذك ر بهذه المناسبة بالمبادرة التي أطلقتها منظمة الـ “يونسكو”، خلال مؤتمر كوبنهاغن 2009 حول المناخ (كوب 15)، والتي تتأسس على أربع دعامات (علمية وتربوية وبيئية وأخلاقية) وتشكل وسيلة جيدة لمكافحة الاحترار المناخي، وللتعاطي بشكل شمولي مع التغير المناخي وأسبابه الخفية، والقوى التي تطلقه، وتأثيراته على التنمية المستدامة .

وقال “نعلم جميعا أن ما يتعلمه الأطفال اليوم سي شكل عالم الغد”، معتبرا أن “التربية على التغير يجب أن تشمل أيضا المفاهيم العلمية والنظريات والتوقعات الأولية في مجال التغير المناخي”.

وأضاف أن التربية يجب أن تتطرق أيضا إلى مواضيع منها الاستهلاك المستدام، والاستعداد للكوارث، وتدوير المخلفات، وإشكالية تدبير المياه، وظاهرتي الجفاف والتصحر، والطاقات المتجددة ، مع الأخذ بعين الاعتبار نجاعتها في السياقات الوطنية والمحلية وحتى الكونية.

وخلص إلى أن “مفاهيم على غرار الأخلاق وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية والحق في التنمية المستدامة وتدبير المخاطر تبقى أساسية أيضا لإعداد المتعلمين للعيش في بيئة تتغير”.

من جهة أخرى أوضح رئيس قسم التغير المناخي والاقتصاد الأخضر بوزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، رشيد الطاهري، أنه لمواجهة هذه التحديات المناخية، قام المغرب بدمج بعد المناخ والتنمية المستدامة في استراتيجياته المختلفة التي تم وضعها منذ عقد من الزمان.

وأشار الطاهري في هذا الصدد، إلى الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة، التي تم تصميمها كخارطة طريق وطنية نحو الانتقال الأخضر والشامل، وكذا النموذج التنموي الجديد في أفق 2025، والذي يحدد من بين خياراته الاستراتيجية الحفاظ على الموارد الطبيعية، ولاسيما، الموارد المائية، والقدرة على التكيف مع التغير المناخي، وإزالة الكربون عن النمو، وتعزيز الاقتصاد الأخضر.

وأضاف أن المغرب يولي اهتماما خاصا للتعاون الذي يلعب دورا حاسما في تبادل المعارف والخبرات، وتسريع نقل التكنولوجيا وتعبئة التمويلات اللازمة للتحولات الحالية والمستقبلية في القطاعات الحيوية والهشة، مبرزا في هذا الإطار أهمية التأقلم، والذي أضحى رهانا رئيسيا يتطلب تعبئة كل الفاعلين مع تشجيع التمويلات العمومية والخاصة.

وتروم ورشة العمل هذه التي أطلقتها الوكالة الامريكية للتنمية الدولية، بشراكة مع الأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم والهندسة والطب، وأكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات، دراسة آثار التغير المناخي الذي يؤثر بشكل غير متكافئ على الناس الذين يعيشون تحت خط الفقر، والنساء والشباب، وغيرهم من الساكنة التي تعاني من التهميش ، أو غير الممثلين بالشكل الكافي والذين يكونون غالبا أقل مقاومة للصدمات المناخية.

ويشكل هذا اللقاء الذي يجمع على مدى يومين الفاعلين المغاربة والأجانب، فرصة ملائمة للفهم الأمثل للفرص والعوائق المتعلقة بالإجراءات التي تدعم التخفيف من تغير المناخ، وكذا الممارسات الفضلى للتأقلم مع المناخ وتعزيز المرونة المناخية للمجتمعات الهشة.