الفشل وسوء التنظيم وضعف الإقبال يطغون على معرض كتاب الطفل والشباب الذي خُصصت له 3.28 مليار في صفقة مثيرة!

هاشتاغ _ الرباط

في الوقت الذي كان يُنتظر فيه أن تكون الدورة الثانية للمعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب المنظم بمدينة الدارالبيضاء، حدثًا ثقافيًا بارزًا يعكس تطلعات الأطفال والشباب، ويُعزز ثقافة القراءة في صفوف الأجيال الصاعدة، جاءت النتائج مخيبة للآمال على كافة المستويات.

فرغم تخصيص ميزانية ضخمة بلغت 3.28 مليار سنتيم لتنظيمه، والتي أُسندت صفقتها إلى شركة JETSET TRAVELS & EVENT، فإن التنظيم جاء ضعيفًا وعشوائيًا منذ الأيام الأولى، حيث أن الشركة، التي أُثير حولها الكثير من الجدل بسبب حداثة تأسيسها وحصولها على عدة صفقات ضخمة بالملايير مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل في وقت قياسي، فشلت في تقديم حدث يليق بتطلعات الجمهور، إذ بدلًا من أن يكون المعرض منصة ثقافية تعزز حب القراءة وتستقطب الأطفال والشباب، بدا الحدث فقيرًا في مضمونه، عشوائيًا في تنظيمه، وخاليًا من أي قيمة حقيقية تعكس حجم الاستثمار المالي الضخم.

ومنذ انطلاقه، ورغم مع استمراره حتى 22 دجنبر الجاري، يعاني الحدث من ضعف الإقبال الجماهيري، لاسيما في الأيام الأولى، التي تُعد مؤشرًا هامًا على نجاح أو فشل أي تظاهرة، حيث أن التوقيت المختار، الذي جاء في اليومين الأخيرين من العطلة المدرسية، كان قرارًا غير مدروس على الإطلاق، حيث انشغلت العائلات بالتحضير للعودة إلى المدارس، مما أدى إلى عزوف شبه كامل عن حضور المعرض. النتيجة كانت أروقة شبه فارغة، مع فعاليات لم تلقَ تجاوبًا يُذكر من الجمهور المستهدف، وهو ما يكشف غياب التخطيط الاستراتيجي لاستقطاب الزوار.

ورغم الزخم الإعلامي الكبير الذي رافق الإعلان عن المعرض، والذي ركز على برامج وفعاليات وُعد الجمهور بأنها ستكون استثنائية، إلا أن الواقع كان مختلفًا تمامًا، إذ افتقرت الفعاليات المقدمة إلى الإبداع والجاذبية، ولم تتمكن من تحقيق أي تفاعل حقيقي مع الزوار القلائل الذين حضروا.

وبدت البرامج تقليدية ومكررة، ولم تواكب تطلعات الأطفال والشباب الذين كان يُفترض أن يكونوا محور الحدث، بل حتى أجنحة دور النشر ظهرت بصورة باهتة، مع مشاركة محدودة وضعف في التنوع والجودة، مما جعل المعرض يبدو وكأنه مجرد واجهة صورية تفتقر إلى العمق الثقافي أو التأثير الملموس.

ويبدو أن الدورة الثانية للمعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب قد تكون فاشلة بكل المقاييس، حيث بدلًا من أن تكون هذه الدورة فرصة حقيقية لتعزيز القراءة والثقافة لدى الأطفال والشباب، تحولت إلى نموذج آخر لسوء الإدارة وهدر المال العام في ظل غياب التخطيط الجيد، وسوء اختيار التوقيت، والمحتوى الضعيف، كلها عوامل قد تسهم في هذا الإخفاق الواضح.