القمار في ثوب النزاهة.. حقائق لعبة يونس المشرفي!

هاشتاغ _ الرباط

مرة أخرى، يعود اسم يونس المشرفي إلى الواجهة، بعدما جرى تجديد انتخابه في اللجنة التنفيذية لاتحاد اليانصيب من أجل النزاهة في الرياضة (ULIS). يُقدَّم لنا الرجل كصوت “إفريقي” و”ريادي”، وكأن المغرب محتاج إلى من يفاخر العالم بأننا من كبار الفاعلين في مجال “القمار المقنن”!

لكن الحقيقة التي يتم تجاهلها هي أن المغربية للألعاب والرياضة ليست سوى ماكينة ضخمة للقمار، تُسَوّق الوهم للشباب وتُغرق آلاف الأسر في دوامة الإدمان والفقر. الحديث عن “النزاهة” و”محاربة الجريمة المنظمة” لا يخفي أن أصل النشاط هو اللعب على جيوب المغاربة باسم “الرياضة”.

يُقال إن المغربية للألعاب هي الفاعل القانوني الوحيد في المغرب، لكن هذا “الاحتكار” لم يحمِ الناس من مخاطر الإدمان، ولا من تحويل الأحياء الشعبية إلى مكاتب للقمار تحت مسمى “الرهانات الرياضية”. إننا أمام مفارقة صارخة: مؤسسة عمومية، تُمول الرياضة من جيوب الفقراء، بينما تتزين بخطاب المسؤولية الاجتماعية.

أما المشرفي، الذي يُقدَّم كوجه دولي، فلا يشرح للمغاربة لماذا تستمر هذه الآفة في التوسع داخل البلاد، ولماذا لا يتم التفكير في بدائل حقيقية لتمويل الرياضة غير استنزاف المواطنين بلعبة الحظ. أن يُمنح المغرب وسام “الريادة” في القمار، فهذه وصمة عار لا فخر فيها.

الغريب أن الخطاب الرسمي يتحدث عن “مكافحة المنصات غير القانونية”، وكأن المشكلة هي فقط في “القمار غير المقنن”. بينما الواقع أن أصل الداء هو في التطبيع مع ثقافة المقامرة، سواء كانت بترخيص من الدولة أو خارجه. فالقمار يظل قماراً، سواء أدارته مافيا خارجية أو مؤسسة عمومية بواجهة قانونية.

إن الرياضة الوطنية لا تُبنى بمال القمار، بل تُبنى بالسياسات العمومية الجادة، بالاستثمار في الطفولة والشباب، بالمدارس والملاعب والبنى التحتية. أما أن نُقنع أنفسنا بأن “رهاناً رياضياً” يمول ملعباً أو يُموّل فيدرالية، فذلك يشبه من يبيع السم ويضع جزءاً من أرباحه لبناء مستشفى.

إن إعادة انتخاب المشرفي ليست خبراً مفرحاً، بل إشارة على أن المغرب ماضٍ في تعميق ارتباطه بمنظومة القمار العالمية، على حساب مستقبل الشباب والأسر التي تبتلعها ماكينة “اللعب المسؤول”.

فليقل لنا يونس المشرفي، أين النزاهة حين يصبح المواطن هو الممول الحقيقي لصندوق الرياضة عبر اليانصيب؟ وأين المسؤولية حين يُحوَّل الحلم الرياضي إلى ورقة “تيكيت” تُسحب في كشك على ناصية شارع؟

الحقيقة مُرّة: المغرب لا يحتاج إلى “زعيم قمار” في الهيئات الدولية، بل يحتاج إلى مشروع وطني يحمي مواطنيه من هذه الآفة، ويُموّل الرياضة بطرق نظيفة لا تُعمّق جراح المجتمع.