عبد السلام المساوي
ان المدرس هو بوصلة المجتمع…هو من ينير الطريق، يعبدها، يصنع الأمل…لا أحد غيره يستطيع القيام بهده المهمة…المدرس يعقل ويفكر فيبني موقفه الذي انطلاقا منه يمارس ويفعل…موقف المدرس موقف متميز ،إنه يختلف كل الاختلاف عن موقف أي موظف اخر . إن موقف المدرس بحكم ممارسته للتربية والتكوين سيصبح موقفا للتلميذ، للتلاميذ ، موقفا للأباء ،موقفا لجزء كبير من المجتمع . إن المدرس بحكم مهنته حاضر بقوة في المجتمع ،حاضر بفكره ، بسلوكه ،بموقفه وقيمه . إن المدرس ،إذن ليس موظفا عاديا ،ولاينبغي له أن يكون كذلك ،فأي موقف يتخذه ،أي مبادرة تصدر عنه ،كل كلمة ينطق بها ،الخطاب الذي يتبناه….كل هذا وأكثر من هذا لا يلزمه هو وحده ،بل يلزم المحيط الذي يعيش فيه….تأسيسا على هدا مطروح علينا إشاعة موقف يساهم في البناء والتقدم ،موقف المواطنة والحداثة.
إن التواضع من فضائل المدرس ،لسبب بسيط هو أن المدرس يعلم تلميذه كون الحقيقة ليست مطلقة …
الحقيقة نطلبها دوما ولا نمسك بها ، لا أحد يمتلك الحقيقة إنطلاقا من التواضع السقراطي….إن ادعاء امتلاك الحقيقة المطلقة من طرف المدرس جريمة في حق التلميذ ، وما نعيشه اليوم من عنف وارهاب هو نتيجة لاعتقاد البعض بأن الحقيقة مطلقة . ان وهم امتلاك الحقيقة المطلقة يولد العنف والتطرف ،والتسلط ويصادر قيم الحب والتسامح ، ويلغي الحوار والانفتاح ويجذر ثقافة الالغاء والاقصاء ، من هنا وجب على المدرس أن يتعلم ويعلم بأن الحقيقة ننشدها ولانمتلكها ، على المدرس أن يتعلم ويعلم بأن زمننا هو زمن انهيار المطلقات. ان التعليم كفعل ضد البؤس الفكري ، والجهل والأمية….والممارس لحرفته جندي مسلح بالايمان بقضيته ، بتزهد ونكران الذات ، وعشق لمبادئ وقيم انسانية عليا .