عشق المغاربة للشاي الأخضر لا يزال يسجل أرقاماً قياسية، حيث احتل المغرب صدارة الدول الإفريقية الأكثر استيراداً للشاي الصيني خلال شهري يناير وفبراير 2025، بإجمالي واردات بلغت 47.9 مليون دولار أمريكي، وفق بيانات رسمية صينية نقلتها وكالة “إنترفاكس” الروسية.
وبينما صدّرت الصين شايها إلى 98 دولة عبر العالم، برز اسم المغرب في المقدمة، متقدماً على دول إفريقية أخرى مثل غانا (17.5 مليون دولار)، السنغال (11.8 مليون دولار)، وموريتانيا (9.5 ملايين دولار).
وحسب معطيات إدارة الجمارك في بكين، فإن الشاي الأخضر شكّل أكثر من 99% من الصادرات الصينية إلى إفريقيا، في مقابل تزايد نسبي في واردات الصين من الشاي الإفريقي، خصوصاً الأحمر، قادمة من دول مثل كينيا، بوروندي، أوغندا، مالاوي، والمغرب.
وبالعودة إلى سنة 2024، كشفت بيانات الجمعية الصينية لتعزيز التعاون الزراعي الدولي (CAPIAC) أن حجم صادرات الشاي الصيني نحو إفريقيا تجاوز 108 آلاف طن خلال النصف الأول من السنة، بقيمة تقارب 362 مليون دولار، ومتوسط سعر بلغ 3.35 دولارات للكيلوغرام.
المغرب تصدّر مرة أخرى قائمة أبرز وجهات الشاي الصيني في القارة، إلى جانب كل من غانا، موريتانيا، السنغال، والجزائر، إذ استحوذت هذه الدول على أكثر من 73% من إجمالي الصادرات الصينية في هذا القطاع.
وفي المقابل، استوردت بكين ما يفوق 11 مليون دولار من الشاي الإفريقي خلال الفترة نفسها، بزيادة سنوية وصلت إلى 8%، ومتوسط سعر أقل بكثير مقارنة بالتصدير، لم يتعدّ 1.76 دولار للكيلوغرام.
أما خلال العام 2023، فقد سجلت المملكة رقماً أكبر، باستيراد ما يفوق 59 ألف طن من الشاي الصيني، بقيمة قاربت 190 مليون دولار، مع هيمنة شبه مطلقة للشاي الأخضر، الذي شكل أكثر من 99% من الواردات، مقابل خمسة أطنان فقط من الشاي الأسود، وكمية محدودة من الشاي المعطر.
المقاطعات الصينية التي تقود تصدير الشاي نحو المغرب تتصدرها “تشجيانغ” بقيمة فاقت 127 مليون دولار، تليها “هوبي” (32 مليون دولار)، ثم “هونان”، “آنهوي”، و”غويتشو”، التي استحوذت مجتمعة على 98% من حجم الشحنات إلى المملكة.
تقرير CAPIAC أشار إلى أن العلاقات التجارية بين الصين وإفريقيا في قطاع الشاي مرشحة لمزيد من النمو، مدفوعة بالطلب المتزايد والدعم الحكومي، خصوصاً مع تركيز الصين على الشاي الأخضر، مقابل اعتمادها على القارة الإفريقية في الشاي الأحمر.