هاشتاغ _ الرباط
في سياق التحولات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية، يتجه المغرب بخطى ثابتة نحو تعزيز مكانته الدولية من خلال اهتمامه بالانضمام إلى مجموعة “البريكس”، التكتل الذي يضم خمساً من أبرز القوى الاقتصادية الصاعدة: البرازيل، روسيا، الهند، الصين، وجنوب أفريقيا. هذه الخطوة تعكس استراتيجية المملكة لتنويع شراكاتها الدولية، والاستفادة من منصات جديدة لتعزيز حضورها الإقليمي والعالمي.
تصريحات يوري أوشاكوف، المستشار الدبلوماسي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وضعت المغرب في دائرة الضوء، بعدما أكد أن المملكة من بين أكثر من عشرين دولة أبدت رغبتها في الانضمام إلى المجموعة، حيث أن هذا الاهتمام المتزايد بـ”البريكس” يعكس جاذبية التكتل كمنصة للتعاون الاقتصادي والسياسي، خاصة للدول التي تسعى إلى إعادة تشكيل معادلات القوى التقليدية على الساحة الدولية.
وبالنسبة للمغرب، فإن هذه الخطوة تندرج ضمن رؤية شاملة لتعزيز مكانته كجسر استراتيجي بين أفريقيا، أوروبا، والشرق الأوسط، إذ أن موقعه الجغرافي الفريد، إلى جانب استثماراته المتزايدة في مجالات الطاقات المتجددة والتنمية المستدامة، يجعل من انضمامه المحتمل فرصة لتعزيز التعاون جنوب-جنوب، وترسيخ دوره كلاعب محوري في القضايا الإقليمية والعالمية.
ورغم ذلك، يبقى انضمام أعضاء جدد إلى “البريكس” قضية حساسة. فقد شدد أوشاكوف على أن أي توسع يجب أن يتم بحذر ووفق خطوات “تدريجية ومنسجمة” للحفاظ على تماسك المجموعة، حيث أن هذه المقاربة تعني أن مسار انضمام المغرب قد يستغرق وقتاً أطول، لكنه لا يقلل من أهمية إعلان المملكة عن رغبتها في دخول هذا التكتل، الذي يشكل قوة دافعة في الاقتصاد والسياسة العالميين.
الاهتمام المغربي بـ”البريكس” ليس مجرد خطوة رمزية، بل يعكس رؤية استراتيجية بعيدة المدى تهدف إلى تنويع الشراكات الاقتصادية والسياسية، وبناء تحالفات قادرة على دعم تطلعات المملكة في مختلف المجالات.
وفي حين يبقى التوقيت والآليات المتعلقة بعملية الانضمام قيد النقاش، فإن المغرب يثبت مرة أخرى التزامه بلعب دور رئيسي في تشكيل مستقبل النظام الدولي. هذه الخطوة، مهما كانت تعقيداتها، تضع المملكة في موقع استراتيجي متقدم، يمكّنها من تحقيق مكاسب اقتصادية ودبلوماسية واسعة النطاق، تعزز من مكانتها بين كبار اللاعبين على الساحة الدولية.