يواصل المغرب تسريع وتيرة مشاريعه الاستراتيجية في مجال تحلية مياه البحر لمواجهة أزمة ندرة المياه التي تفاقمت بفعل توالي سنوات الجفاف. وفي خطوة جديدة تعكس هذا التوجه، نجحت شركة صينية رائدة في توقيع عقد ضخم يهدف إلى تحلية 548 ألف طن من المياه يوميًا، وفق ما كشفت عنه وسائل إعلام صينية.
ويُعتبر المشروع الجديد، الذي ستشرف عليه شركة “Lipu Industry”، دفعة قوية لمخطط المغرب المائي، حيث يتماشى مع رؤية المملكة في تعزيز الأمن المائي وضمان توفير مياه الشرب والري، عبر الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في مجال التحلية.
وبحسب معهد “هاربين” التابع للأكاديمية الصينية لمواد البناء، فإن العقد الموقع يعزز الحضور الدولي للشركة الصينية، ويشكل خطوة كبيرة في استراتيجيتها للتوسع في الأسواق العالمية، مشيرًا إلى أن “تحلية مياه البحر أضحت ضرورة ملحة للمغرب، الذي يواجه تحديات مائية كبرى”.
ورغم عدم الكشف عن موقع المحطة الجديدة، إلا أن المغرب يشهد طفرة في مشاريع تحلية المياه، حيث أعلنت الحكومة مؤخرًا عن إطلاق دراسة لإنجاز محطة ضخمة بجهة سوس-ماسة، ستُقام في منطقة تيزنيت، بطاقة إنتاجية تصل إلى 350 مليون متر مكعب سنويًا، وفق ما أكده وزير التجهيز والماء، نزار بركة.
ويأتي هذا المشروع ضمن استراتيجية وطنية شاملة، حيث كان المغرب قد أطلق في يونيو 2024، تحت إشراف ولي العهد الأمير مولاي الحسن، أشغال محطة تحلية مياه البحر بالدار البيضاء، والتي ستُنجز على مرحلتين. خلال الشطر الأول، الذي يُنتظر تشغيله بحلول نهاية 2026، ستبلغ القدرة الإنتاجية 548 ألف متر مكعب يوميًا (200 مليون متر مكعب سنويًا)، قبل أن ترتفع في الشطر الثاني، منتصف 2028، إلى 822 ألف متر مكعب يوميًا، مع تخصيص 50 مليون متر مكعب سنويًا للقطاع الفلاحي.
وعلى مستوى الجنوب، تستعد محطة الداخلة، التي ستدخل الخدمة عام 2025، لتحلية 37 مليون متر مكعب سنويًا، ستُخصص منها 30 مليونًا للري و7 ملايين لمياه الشرب.
ويمتلك المغرب حاليًا، 14 محطة لتحلية مياه البحر بسعة إجمالية تبلغ 192 مليون متر مكعب سنويًا، مع 6 محطات قيد الإنجاز بطاقة إضافية 135 مليون متر مكعب سنويًا، فيما توجد 16 محطة جديدة مبرمجة سترفع الإنتاج إلى 1490 مليون متر مكعب سنويًا.