هاشتاغ/البيضاء
في خطوة وُصفت بالاستفزازية وغير المسؤولة، أطلق المكتب الوطني للمطارات مشروعاً فخماً لتشييد صالونات استقبال لكبار الشخصيات جداً (VVIP) بثلاثة من أكبر مطارات البلاد، بغلاف مالي ضخم بلغ 180 مليون درهم، في وقت لا تزال فيه المطارات المغربية تعاني من اختلالات بنيوية، وضعف في الخدمات، وتأخر دائم في الرحلات، وتكدس في طوابير التفتيش.
المشروع، الذي يشمل مطارات الدار البيضاء ومراكش والرباط، يسوّقه المكتب كمبادرة “لرفع مستوى خدمات الاستقبال الفاخر”، لكنه في الواقع يعكس خللاً فادحاً في ترتيب الأولويات داخل مؤسسة عمومية من المفترض أن تضع المواطن المغربي في صلب اهتمامها، لا أن تنغمس في مظاهر البذخ والتفاخر على حساب البنية التحتية المتهالكة والخدمات المزرية التي يعيشها آلاف المسافرين يومياً.
فبينما يتحدث المكتب عن “1200 متر مربع من الأناقة” و”مزج الفخامة العالمية باللمسة المغربية”، يتناسى أن نفس المسافرين – العاديين – يضطرون للانتظار ساعات في طوابير طويلة، وسط فوضى التنظيم، ونقص الكراسي، ودورات مياه تفتقر لأبسط شروط النظافة، في صورة تسيء إلى سمعة المملكة ولا تشرف قطاع الطيران الوطني.
في ظل الأزمة الاقتصادية وتآكل القدرة الشرائية للمواطن، وفي وقت يئن فيه قطاع الطيران تحت تداعيات الجائحة، يتساءل كثيرون: من المستفيد من هذه الصفقة التبذيرية؟ ولماذا يُصرف المال العام على قلة من “كبار الشخصيات جداً”، بدل الاستثمار في تحسين ظروف السفر لعموم المواطنين؟ وهل نحن بحاجة إلى صالونات فخمة أم إلى خدمة تحترم كرامة الإنسان؟