تم، اليوم الاثنين بالرباط، تنصيب الأعضاء السبعة الجدد بأكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات، الذين حظوا بموافقة الملك محمد السادس، على تعيينهم لعضوية الأكاديمية.
ويتعلق الأمر بكل من ابتسام الإدريسي وعمر الفلاح كعضوين مقيمين، ونادية يوسفي وعبد الكريم الكديب وسليم تايو كأعضاء مراسلين، وعبد الكريم فيلالي ملطوف ورضوان الطويل كعضوين مراسلين شرفيين.
وخلال حفل التنصيب، أعرب الأعضاء الجدد بأكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات عن اعتزازهم الكبير بالثقة الملكية، وامتنانهم وتقديرهم للملك محمد السادس.
وبهذه المناسبة، قدم فيلالي ملطوف، أستاذ التعليم العالي بكلية العلوم بالرباط، وهو دكتور دولة في علم البيولوجيا الجزيئية من جامعة باريس 11 – أورساي (فرنسا)، والذي عُيّن في عام 2013 عضوا مراسلا في أكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات، عرضا حول البيولوجيا الجزيئية وحماية النباتات في المغرب.
وتناول العرض، بالأساس، التحديات الكبرى التي تواجه شجر الأركان من قبيل التصحر والجفاف وكيفيات تحديد ميكانيزمات تساعد على رفع هذه التحديات، مستحضرا، في هذا الصدد، أبرز المشاريع التي اشتغل عليها، لا سيما مشروع “أركان بيوجين” ومشروع “غيزوليف”.
من جهته، قدم رضوان طويل، الأستاذ الجامعي في كلية الاقتصاد بغرونوبل (فرنسا)، الحاصل على دكتوراه الدولة في العلوم الاقتصادية، والذي عُيّن سنة 2014 عضوا مراسلا بأكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات، نبذة عن التطورات الاقتصادية والتحولات الماكرو-اقتصادية.
وتطرق سليم تايو، أستاذ الرياضيات بكلية دارتموث هانوفر بالولايات المتحدة الأمريكية، والحاصل على شهادة الدكتوراه في الرياضيات وزمالة “جورجيو وإيلينا بترونيو” (Giorgio and Elena Petronio Fellowship) التي يمنحها معهد الدراسات المتقدمة في برينستون بالولايات المتحدة الأمريكية، وهو أرقى معهد للرياضيات في العالم، إلى “علم الطوبولوجيا وحساب الحقائق الجبرية”، متناولا أساسيات علوم الرياضيات ومختلف النظريات الرياضية التي بحث فيها علماء رياضيون بارزون من قبيل الخوارزمي وفيثاغورس وديفيد هلبرت. كما أبرز أهمية علوم الرياضيات في ضمان الأمن السيبراني.
وشهد حفل التنصيب أيضا تقديم عرض بعنوان “مرونة الأنظمة الطاقية المعتمدة على الهيدروجين”، قدمته نادية يوسفي، الأستاذة الجامعية المنتدبة بالجامعة الدولية للرباط، ومسؤولة عن برنامج الهيدروجين، وحاصلة على شهادة الدكتوراه في علوم المهندس، ومتخصصة رائدة في مجال الهيدروجين الأخضر على الصعيد الدولي.
واستحضرت يوسفي، في عرضها كيفية إنتاج الهيدروجين انطلاقا من مواد توجد في الطبيعة على نطاق واسع، وقدرة الهيدروجين على تخزين الطاقة، وتجنب التلوث، فضلا عن كيفية التحول تدريجيا نحو أنظمة طاقية هجينة.
كما شهد الحفل تقديم عرض لعبد الكريم الكديب، أستاذ التعليم العالي بالجامعة الأورومتوسطية بفاس، الحاصل على شهادة الدكتوراه في الكيمياء من جامعة بول ساباتيه (تولوز-فرنسا)، والذي يتوفر على 12 براءة اختراع، ويعد أحد أفضل 2 في المائة من الباحثين في العالم (وفق تصنيف ستانفورد)، حول “المواد النانوية من أجل التنمية المستدامة”.
وقدمت ابتسام الإدريسي، أستاذة التعليم العالي بكلية العلوم بالرباط، والحاصلة على شهادة الدكتوراه في العلوم الفيزيائية، ورئيسة مختبر “Moroccan Falling Walls Laboratory” والشبكة الإفريقية للمواد ثنائية الأبعاد المتقدمة لتكنولوجيا النانو، عرضا حول “النمذجة والمحاكاة المتقدمة.. تحديات وتطبيقات متناهي الكبر ومتناهي الصغر”.
ومن جانبه، تناول عمر الفلاح، أستاذ التعليم العالي ومدير مختبر “التحليل والتطبيقات” بجامعة محمد الخامس بالرباط، الحاصل على شهادة دكتوراه الدولة في الرياضيات، وعلى جائزة “فيليب غريفيث (مبادرة الألفية الإفريقية للرياضيات والعلوم)”، من معهد برنستون للدراسات المتقدمة المرموق (الولايات المتحدة الأمريكية) لسنة 2016، في عرضه “جولة في التحليل الطيفي”.
وفي تصريح للصحافة، قال أمين السر الدائم لأكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات، عمر الفاسي الفهري، إن هذا الحفل يعد “مناسبة لتقديم كل عضو من الأعضاء الجدد من قبل عضو مقيم بالأكاديمية، وعرضا للعضو الجديد يقدم فيه أعماله ولمحة شاملة عن تخصصه، وكذا الآفاق التي يعتزم بلورتها لخدمة العلوم بالمغرب.
وأكد الفاسي الفهري أن موافقة الملك محمد السادس على تعيين الأعضاء الجدد في أكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات يعد “مصدر فخر كبير لكل عضو من الأعضاء”.
وتضم أكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات، التي تعتز بإحداثها تحت الرعاية الملكية، كما هو منصوص عليه في الظهير المؤسس لقانون إحداثها، 40 عضوا مواطنا مغربيا مقيما، و40 عضوا من جنسيات أجنبية، كأعضاء مشاركين، إضافة إلى ثلاثين عضوا مراسلا، من جنسيات مغربية أو أجنبية، وأعضاء مراسلين شرفيين.
وتشكل أكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات، التي أُنشئت بموجب ظهير ملكي، فضاءً أكاديمياً مرموقاً يجمع نخبة من العلماء والباحثين المغاربة والدوليين، بهدف تعزيز البحث العلمي والتكنولوجي بالمغرب، والإسهام في تطوير مجالات علمية متقدمة تخدم التنمية المستدامة.
وتُسهم الأكاديمية في دعم الابتكار العلمي والتكنولوجي من خلال تشجيع الأبحاث ذات البعد الاستراتيجي، وتقديم الاستشارات العلمية والتقنية في مجالات متعددة، تشمل العلوم الدقيقة، والبيولوجيا، والهندسة، والتكنولوجيا الحديثة، والطاقات المتجددة، إضافة إلى العلوم الإنسانية والاجتماعية ذات الصلة بالتطور التكنولوجي.
كما تعمل الأكاديمية على تعزيز الشراكات العلمية بين المؤسسات البحثية الوطنية والدولية، وتوفير فضاء للحوار العلمي وتبادل الخبرات، بما يسهم في الرفع من مستوى البحث العلمي في المغرب، ومواكبة التحولات العالمية في مجالات الابتكار والتطوير التكنولوجي.
ويأتي تعيين الأعضاء الجدد في إطار الدينامية التي تشهدها الأكاديمية لتعزيز كفاءاتها العلمية، والانفتاح على تخصصات بحثية جديدة تواكب التحديات الراهنة والمستقبلية، خاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي، وأمن المعلومات، والطاقات المتجددة، والتنمية المستدامة، ما يعكس الإرادة الملكية في النهوض بالبحث العلمي كرافعة أساسية للتنمية في المغرب.
ويُنتظر أن يساهم الأعضاء الجدد، كل حسب اختصاصه، في تقديم إضافة نوعية للبحث العلمي في المغرب، وتعزيز مكانة الأكاديمية كمرجع علمي رائد، يسهم في بناء مستقبل قائم على المعرفة والابتكار.