فبعد ان تطرقنا في تقرير سابق الى نشأة وتاريخ الطوارق وكذا أبرز المحطات التي مرو منها، اليوم نسلط الضوء عن إحدى منيزات “شعب الطوارق” والتي اوصلها الى العالمية، ومكّن باقي الشعوب من اكتشاف ما تزخر به الطوارق من ثقافات متعددة.
وفي هذا الصدد أشار موقع “ساسا بوست” العربي، في تقرير نشره ان الموسيقى مكنت شعب الطوارق من بلوغ العالمية.
قد لا يهمّ كم بلغت أعداد الطوارق الموزّعين على العالم بقدر ما يهمّ كم انتشرت أغانيهم والموسيقى الخاصة بهم والتي بلغت الأصقاع، فلم يعدّ الطوارق اليوم، تلك القبيلة المنزوية التي لا يعرف عنها شيئًا ولا تلك القافلة الملتحفة بالسماء، فالموسيقى التي تعتبر عمادًا للثقافة الطوارقية والتي كانت إلى زمن ليس بعيدًا محصورة بين فيافي الصحراء، استطاعت في السنوات الأخيرة أن تصدح في كبرى العواصم العالمية.
ويعود الفضل في ذلك إلى«فرقة إمرهان» الطارقية والتي حافظت على التراث الموسيقي للطوارق، لتنطلق الى «البلوز» و«الروك» و«الجاز»، وتأخذ بموسيقى الطوارق نحو العالمية. لتحكي للعالم أسرار الصحراء وخبايا القوافل وقصص الإنسان الأول، كما شاركت الفرقة في العديد من المهرجانات الدولية وسجلت عدّة أغان مع مغنين عالميين.
وإلى جانب الرجال، رسمت المرأة الطارقية طريقها إلى العالمية من باب فنّ «الإمزاد» وهو عبارة عن مجموعة من الأغاني الشعرية والعزف الموسيقي الخاص بسكان الطوارق والتي بفضلها تمت المحافظة على تاريخ الطوارق، وتصنع آلة الإمزاد من قدحٍ خشبي، يربط ويشدّ على فمّه جلد ماعز، ثمّ يخرج من طرفيه عودان يشدّ بينهما قضيب من شعر الفرس، ويثقب الجلد ثقبان أو ثلاثة في الوسط، ويأخذ عودًا على شكل هلال، ويربط طرفيه بقضيب من شعر ذيل الخيل، ثم يدعك الشعر بعضه ببعض، وإلى الآن بقيت الإمزاد من الفنون الحصرية للمرأة الطارقية.
ونظرًا لأهمية هذا الفنّ، سُجلت آلة الإمزاد سنة 2013 في التراث الإنساني الواجب الحفاظ عليه من قبل «منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)» بعد أن قدّمت الجزائر رفقة مالي والنيجر ملفًا للأمم المتحدة تطالب فيه بإدراج الإمزاد باعتباره ثراتًا عالميًّا.
كما نالت آلة العزف الخاص بالموسيقى «التيندي» نفس القدر من الشهرة، خصوصًا أنّ فن «التيندي» الخاص بالطوارق ليس عاديًّا، فالكثير من الناس حول العالم يستعملونه علاجًا للمرضى المصابين بالمسّ حسب الاعتقادات السائدة، ويقرع «التيندي» أيضًا للمصابين بلدغات العقارب والأفاعي، وللشباب حين يصلون سنّ البلوغ، وقد ساد تقليدٌ عند الطوارق أن يعزف «التيندي» عند عودة المسافر من سفره الطويل.