الم يحن الوقت لبحث واحتضان الأدمغة والعلماء المغاربة في المهجر لتحقيق الريادة العالمية ما بعد أزمة كورونا؟

الاستاذ عبد الكريم الخصاصي يكتب: الم يحن الوقت لبحث واحتضان الأدمغة والعلماء المغاربة في المهجر لتحقيق الريادة العالمية ما بعد أزمة كورونا؟

حينما نفضل التعاقد مع مدرب اجنبي لكرة القدم يكلف خزينة الدولة مبالغ مالية تقدر بالمئات من ملايين السنتيمات بالعملة الصعبة .تنضاف اليها إعطائه كامل الصلاحيات لاختيار طاقمه التقني الذي يستزيد من استنزاف مبالغ مالية إضافية ترهق كاهل دافعي الضرائب بشكل مستفز . وحينما يتم رصد مبالغ خيالية للمدرب الاجنبي ليجوب العالم طولا وعرضا وعلى حساب خزينة الدولة من تنقلات على متن درجة بيزنس كلاس والإقامة في افخر الفنادق المصنفة خمس نجوم والمطاعم المشهورة في ارقى العواصم العالمية رفقة طاقمه التقني ولمدد غير محددة طالما أنهم يتوفرون على اعتمادات مفتوحة وبالعملة الصعبة من خزينة الدولة ومن اموال دافعي الضرائب من الطبقات الهشة والمتوسطة .والكل للتنقيب على لاعبين في البطولات الأوربية قصد ضمهم للمنتخب المغربي لكرة القدم. ولكم ان تتصوروا كم يكلف كل لاعب مغربي محترف في الأندية الأوربية والذي استانس ما يتقاضاه من انديته الأوربية من ملايين الاورو. وما يشترطه مدير اعماله. وما يستلزمه من نفقات ومصاريف خيالية في تنقله وإقامة المعسكر التدريبي. وما يرافقه من ميزانيات ضخمة قدرتها بعض الاوساط مؤخرا في ما يقرب من 800 مليار سنتيم .وماذا نجني في المقابل: خيبة الأمل ونتائج متواضعة في المناسبات الرياضية الأفريقية والعالمية ..ومخرج خاوي الوفاض.

وفي الوجه الاخر من دراما استنزاف مالية الدولة والمؤسسات المالية تصورا معي كم تكلف إقامة المهرجانات الفنية والغنائية التي دأب على تنظيمها المغرب وبتمويل من بعض المؤسسات والشركات الوطنية الداعمة لها ماديا من الملايير تصرف لجلب شظايا وبقايا بعض الفنانات والفنانين من دول العالم الغربي والعربي مع ما يتطلبه من ميزانيات ضخمة باسم السياحة الثقافية والفنية التي لا يستفيد منها سوى من يريد تسفيه المغاربة والهاؤهم واحتقار ذكائهم وافساد اخلاق بناتهم باسم الثقافة والفن . قلت ألا يجدر بنا الوضع الان في فترة ما بعد الوضع الصحي الطوارىء الناتج عن تفشي فيروس كورونا كوفيد 19 التفكير في الخروج من هاته الجائحة بدروس وعبر مهمة تروم إعادة التفكير في تغيير العقليات التي تسير الشان العام والانخراط في ثورة صناعية واقتصادية مبنية على تطوير القدرات الذاتية للشباب المغربي ومنحهم الثقة الكاملة لجعلهم القاطرة الحقيقية للتمنية والراسمال الحقيقي لاحداث ثورة علمية وصناعية واقتصادية ومالية تساهم في التصنيع الموجه للطلب الداخلي وتحقيق الاكتفاء الذاتي في جميع المجالات الاقتصادية وبالاخص في صناعات المستلزمات والأجهزة الطبية التي أصبح المغرب يبدع فيها ويتم ترشيد النفقات العمومية وعوض ان ترصد لهكذا ممارسات من المالية العمومية لقطاع كرة القدم والمخصصة للمنتخب المغربي لكرة القدم .وكذا المهرجانات والمواسم الغير ذات مردودية نفعية على المغرب والمغاربة باسم الرياضة و الثقافة والفن وتحويلها بالاولوية الملحة والملجئة لرصد فريق عمل علمي يروم التنقيب من بين مغاربة العالم بحثا عن الأدمغة المغربية العلمية الذين يراسون ويشغلون اعلى مراكز الابحاث والدراسات العملية والطبية والنووية عبر ربوع العالم لتشكيل منتخب قوي من فريق العلماء والدكاترة والمهندسين والمخترعين وتبسيط السبل أمامهم ودعمهم بكل الامكانيات اللوجيستيكية للاشراف على الابحاث والدراسات والاختراعات العلمية لفائدة بلدهم الام المغرب وتحت الاشراف المباشر للجنة ملكية يراسها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله في اطار فريق علمي ملكي للاشراف على تكوين وتاطير الشباب العلماء داخل المغرب واحداث ثورة علمية وتكنوجية لفائدة المغرب .اذ ذاك اكيد سيصبح المغرب بفضلهم من الدول الرائدة عالميا في البحث العلمي والتكنلوجي وسيوجه اقتصاده المبني على عصارة الابحاث العلمية والتكنولوجية والرقمية نحو الاكتفاء الذاتي وتطوير الصناعات والابحاث العلمية بما يضمنه في طليعة الدول المتقدمة الرائدة لتحقيق معادلة صعبة في الاقتصاد العالمي بما يكسبه الهيبة والريادة عالميا .وبذلك ينتقل لمنصة الدول المصنعة عالميا ويحقق الاكتفاء الذاتي اللازم في جميع مجالات البحث العلمي والتطوير التكنولوجي ودخول نادي الكبار في علم الاختراعات بمختبرات الابحاث البيولوجية وعلوم الأوبئة وتصنيع اللقاحات المضادة للفيروسات والاوبئة المستحدثة او الهجينة وليصبح اسم العالم المغربي المسلم منصف السلاوي كاحد اعظم العلماء المغاربة الذين برزوا واصبحوا محط اهتمام العالم واصبح مبعث افتخارنا كمغاربه لما وصل اليه من العالمية جعلت امريكا والعالم تنحني له احتراما وتقديري لما قدمه الإنسانية وجعل رئيس اقوى دولة في العالم يختاره مستشارا خاصا لفريق العلماء المكلفين باختراع وتطوير اللقاح الخاص لمحاربة وباء كورونا كوفيد 19 المستجد وانقاذ البشرية من الوباء.

انه والله لدرس قاسي الذي اعطاه لمسؤولينا في ضرورة وقف نزيف هجرة الأدمغة المغربية من علماء المغرب نحو الخارج وتكريمهم من طرف دول المهجر . ومن هذا المنبر نقول لهم انكم بذلك تبددون ثروة الوطن والراسمال البشري الذي بفضله لا يمكن تحقيق أي تقدم للوطن .كل ما يستلزم من اصحاب القرار هو ترشيد المخططات والنفقات والنجاعة في تدبير مرحلة ما بعد كورونا وتركيز جميع مقدرات البلد في دعم التعليم والعلماء والبحث العلمي وتطوير اقتصاد الصحة والبحث في هذا المجال عن الاطر العلمية الكفأة وتشجيعها ووقف نزيف دعم التفاهات الغير المجدية .نعم ما بعد هاته الجائحة يجب ان نعي العديد من الدروس وان نمر الى مرحلة بناء الدولة الاقتصادية والصناعية القوية بفضل جلالة الملك محمد السادس الذي اثبت انه احسن رئيس دولة في العالم استطاع ان يستبق الأزمة بذكاء العظماء مفضلا الأمن الصحي لشعبه على اقتصاده. و حسن إدارته للازمة الطارئة من خلال المبادرات التي اطلقها بحزم وثبات من استباق اغلاق الحدود البرية والبحرية والجوية لمنع انتشار الوباء كورونا كوفيد 19 منذ ظهور الحالة الأولى بالمغرب .مرورا بفرض حالة الطوارىء الصحية بقرار حكيم من جلالته ووصولا الى احداث صندوق الدعم الخاص بكورونا كوفيد19 .وبتوجيه الصناعات الى انتاج الكمامات والمعدات الخاصة بأجهزة التنفس الطبية وادوات التعقيم محققةةبذلك اكتفاء ذاتيا اغاضت الدول العظمى واصبحث حديث الساعة في برلماناتها وحكوماتها وكبريات صحفها بل بسبب هذه المبادرات الملكية تلقت العديد من الحكومات الأوربية انتقادات وتوبيخ من ساستها من المعارضة وشعوبها فاتحة نار الغبطة وضاربة المثل بالمغرب في إدارة أزمة الجائحة .بل ان المغرب اصبح مبادرا الى تصدير الفائض من انتاج الكمامات والمعدات الطبية الى دول عظمى كالولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وغيرهاة بمنطق الكبرياء وتحت شرط تحقيق الاكتفاء الذاتي اولا وليس بعقدة النقص والتبعية الناتجة عن الماضي الاستعماري .وارسال مساعدات طبية لدول اوربية و عربية منها الجزائر .وكل ذلك بفضل الرؤية المستقبلية الحكيمة لملك المغرب في إدارة الأزمات الطارئة . وليس ذلك ببعيد وما على الله بعزيز .وصدق الله العظيم حينما قال في كتابه الحكيم : ( وفي انفسكم .افلا تبصرون.) صدق الله العظيم .