الوزير التهراوي يُشعل فتيل الأزمة مع الشغيلة الصحية: التنسيق النقابي يقلب الطاولة بإضراب جديد ويحذر من انفجار الوضع

هاشتاغ _ الرباط

أصدر التنسيق النقابي الوطني بقطاع الصحة بلاغًا شديد اللهجة، عبّر فيه عن استياء عارم من طريقة تعامل وزارة الصحة مع مطالب وانتظارات الشغيلة الصحية، محذّرًا من تداعيات الوضع الحالي على مستقبل القطاع الصحي.

وجاء في البلاغ أن التنسيق النقابي خاض حراكًا غير مسبوق دام حوالي ستة أشهر للوصول إلى توقيع اتفاق مع الحكومة يوم 23 يوليوز 2024. إلا أن التنسيق وجد نفسه مضطرًا اليوم إلى العودة إلى الاحتجاج من جديد، بعد مرور حوالي ستة أشهر على توقيع الاتفاق، دون أن يتم تنفيذه.

وأشار البلاغ إلى أن التنسيق النقابي ترك وقتًا كافيًا لوزير الصحة الجديد، تجاوز شهرين، للاطلاع على الملفات والتقدم المُحقق في الحوار بين الوزارة والتنسيق النقابي. إلا أن الإدارة الجديدة أظهرت تجميدًا لأي تواصل أو نقاش جدي، بل حاولت إعادة فتح النقاش من البداية، في خطوة وصفها التنسيق بأنها تفتقر إلى احترام مبدأ استمرارية الإدارة.

وأضاف البلاغ أن التعامل الحالي من طرف وزارة الصحة يعكس عدم استيعاب لدور النقابات كممثل للشغيلة الصحية، أو ربما عدم اعتبار الموارد البشرية محورًا أساسيًا في أي إصلاح مرتقب للقطاع. وأكد التنسيق أن تثمين الموارد البشرية كان يجب أن يكون أول ملف ينكب الوزير الجديد على معالجته لتحسين أوضاع العاملين في هذا القطاع الحيوي والاجتماعي.

وحسب البلاغ، فإن التعامل الوزاري الحالي يعطي انطباعًا بأن للإدارة أولويات أخرى، قد لا تتضمن المطالب العاجلة للشغيلة الصحية. واعتبر التنسيق النقابي أن هذه المقاربة تحمل مؤشرات خطيرة تعكس غياب العمق الاجتماعي في تدبير القطاع، وهو ما اعتبره أصل الإشكال الراهن.

وأكد التنسيق النقابي، وهو ينقل حالة السخط العام على جميع المستويات، أنه لن يقف مكتوف الأيدي أمام “الاستهتار” الذي يمس مصداقيته وكرامة الأطر الصحية، معلنًا عن تسطير برنامج نضالي تصعيدي، يبدأ بتنفيذ إضراب وطني شامل يوم الأربعاء 15 يناير 2025، يشمل جميع المؤسسات الصحية الاستشفائية والوقائية والإدارية، مع استثناء أقسام المستعجلات والإنعاش.

كما أعلن التنسيق عن تنظيم وقفة احتجاجية مركزية أمام مقر وزارة الصحة، يوم الإضراب، ابتداءً من الساعة الثانية عشرة زوالًا، داعيًا المواطنين إلى تفهم أسباب هذا الحراك الصحي الذي وصفه بـ”المفتعل” نتيجة سوء تعامل الوزارة مع مطالب العاملين بالقطاع.

وختم التنسيق النقابي بلاغه بتحذير صريح من الآفاق غير المطمئنة للإصلاح الصحي في ظل ما وصفه بـ”الانسداد والتعثر والبطء القاتل”، مشددًا على أن التنفيذ السريع والفعال لنقاط الاتفاق الموقع مع الحكومة هو الخطوة الأولى والضرورية لتجاوز الأزمة.

وقال البلاغ في ختامه مخاطبا وزير الصحة: “وقد أعذر من أنذر”.