انطلقت أمس في مدينة الرباط المغربية سلسلة الدورات التكوينية المتخصصة في مجال مكافحة الإرهاب، المنظمة من طرف مكتب برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب والتدريب في أفريقيا، بتعاون مع الحكومة الأسترالية.
وتتوخى هذه الدورات التكوينية التي يؤطرها خبراء دوليون على مدى 10 أسابيع، تطوير وتعزيز القدرات والمهارات في مجال مكافحة الإرهاب. ويشارك في السلسلة الأولى التي تستمر 3 أسابيع، 24 مشاركاً يمثلون 6 دول أفريقية، هي: بنين، وبوركينافاسو، وتشاد، ومالي، ونيجيريا، والسنغال. وستتواصل سلاسل هذه الدورات التكوينية بوحدة التكوين في المستوى المتوسط، ثم المستوى المتقدم، من 21 نوفمبر (تشرين الثاني) إلى 9 ديسمبر (كانون الأول) 2022، ثم مستوى متقدم جداً في فبراير (شباط) 2023.
وقال نائب مدير مكتب برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب والتدريب في أفريقيا، ماورو ميديكو في مداخلة عن بعد، إن هذا المكتب الذي يعد الأول من نوعه في أفريقيا، يطمح إلى أن يكون قطباً للتكوين والتدبير وإعادة التأهيل، وبناء القدرات، عبر دورات تكوينية يشرف عليها خبراء دوليون؛ موضحاً أنه بعد افتتاح المكتب بالرباط تم الحرص على العمل، وفق نهج يستجيب لاحتياجات بناء القدرات ابتداء من المستوى الأساسي، ثم المتوسط، فالمتقدم، والمتقدم جداً، ومشيراً إلى أن ما يجعل هذا التدريب نوعياً هو اعتماده على مقاربة مبتكرة؛ خصوصاً أن هذا التكوين يعتمد أساساً على الممارسة، بهدف تقديم تدريب على المستوى البعيد، مشدداً على ضرورة إدماج هذا النوع من التدريبات في معاهد إنفاذ القانون.
وخلص ماورو ميديكو إلى أن تنظيم هذا النوع من التدريبات «دليل على التزام المملكة المغربية الراسخ، وجميع الشركاء، بمكافحة الإرهاب، والمساهمة في حفظ السلم والأمن العالميين».
من جهته، أعرب رئيس مكتب برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب والتدريب في أفريقيا، كارلوس مونتيرو ريس، عن فخره بتطوير هذا المنتوج المبتكر؛ مشيراً إلى أن مجموعة من الدول ستستفيد من هذا التكوين، في إطار بناء قدراتها لمكافحة الإرهاب. وسجل أن هذا العمل الذي سينطلق من المغرب سيستمر بطريقة مستدامة، عبر مواكبة المشاركين في هذا التدريب، من خلال الحرص على تسخير الخبرة التي سيكتسبونها في خدمة صناع القرار ببلدانهم، والبقاء على تواصل مستمر معهم.
وقال مونتيرو ريس، إن هذا البرنامج سيطور منصة ستتيح التواصل الدائم للمشاركين فيما بينهم، من أجل مواصلة تبادل التجارب والخبرات بعد مدة التكوين، لافتاً إلى أن الهدف الأساسي يتمثل في تكوين خبراء أفارقة متخصصين في مكافحة الإرهاب. بدوره، ذكر مدير القضايا الشاملة بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، إسماعيل شكوري، أن هذا التدريب يمثل خطوة جديدة في مكافحة الإرهاب، وإرساء السلام بالقارة الأفريقية، مبرزاً أن أفريقيا أصبحت تعيش على وقع عديد من التهديدات الإرهابية، وأن مواجهة هذه التهديدات الإرهابية تقتضي بذل جهود جماعية، وهو ما يتم الحرص عليه من خلال الاعتماد على أساس متين لنقل المعارف والخبرات لدول أفريقيا.
كما سجل شكوري أن المغرب مستمر في الحضور على مستوى جميع واجهات مكافحة الإرهاب، وفي تقديم كل أشكال الدعم والمساعدة لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب والتدريب في أفريقيا، وكل الشركاء الآخرين.
أما السفير الأسترالي بالمغرب، مايكل كاتس، فقد أشاد من جانبه، بالعمل الذي يقوم به مكتب برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب والتدريب في أفريقيا، وكل الشركاء الذين يدعمونه، مشدداً على أن محاربة الإرهاب تقتضي تكاثف الجهود، وبلورة مقاربة شمولية.
واعتبر أن العمل الجماعي والتعاون الدولي، وتقاسم المعلومات والتجارب وفق مقاربة قائمة على نهج مستقبلي، سيساهم لا محالة في التخفيف من التطرف العنيف واجتثاث الإرهاب من جذوره.