تتجه موريتانيا نحو تحول دبلوماسي كبير في موقفها من قضية الصحراء، وفقًا لما كشفت عنه صحيفة الأنباء الموريتانية، التي استندت إلى مصادر مطلعة تؤكد أن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني يدرس بجدية سحب الاعتراف بجبهة البوليساريو والانحياز إلى الطرح المغربي.
ووفق الصحيفة، يستند الغزواني في قراره المرتقب إلى مرجعية الأمم المتحدة، التي لم تعترف يومًا بالجمهورية الوهمية التي أعلنتها الجبهة الانفصالية، كما يأخذ بعين الاعتبار المواقف الدولية، خصوصًا قرارات مجلس الأمن الأخيرة، ومواقف القوى الكبرى، فضلًا عن إجماع الدول العربية والإسلامية، باستثناء الجزائر، على دعم وحدة المغرب الترابية.
وتشير المعطيات إلى أن جميع الحكومات المتعاقبة في موريتانيا، منذ انتهاء عهد الرئيس الأسبق محمد خونا ولد هيدالة الموالي للبوليساريو، لم تكن راضية عن قرار الاعتراف بالجبهة، لكنها ظلت تخشى أي رد فعل عسكري مدعوم من الجزائر. غير أن الوضع اليوم مختلف تمامًا، فموريتانيا لم تعد كما كانت في 1978، إذ تطورت قدرات جيشها بشكل ملحوظ، وأصبح في مصاف الجيوش الإفريقية القوية، مما يعزز موقفها السيادي لاتخاذ قرارات جريئة دون الخضوع للضغوط الخارجية.