انطلقت مؤخرًا أعمال البناء في مدينة بنسليمان لإنشاء أحد أكبر الملاعب الرياضية في العالم، ملعب الحسن الثاني، الذي يرتقب أن يكتمل بحلول عام 2027. هذا المشروع الطموح سيمكن المغرب من استضافة ما يصل إلى 115,000 متفرج خلال كأس العالم 2030، حيث سيكون ضمن الدول المضيفة إلى جانب إسبانيا والبرتغال والأوروغواي والأرجنتين وباراغواي.
الملعب الجديد، الذي يقع بالقرب من الدار البيضاء، سيصبح الصرح الرئيسي لكرة القدم في المغرب، حيث سيعوض ملعب محمد الخامس كمعقل لناديي الرجاء والوداد الرياضيين، إضافة إلى كونه الملعب الرسمي للمنتخب الوطني المغربي. وقد تم إسناد تصميمه إلى شركتي “Populous” و”Tarik Oualalou Architecte” (Oualalou + Choi) بعد منافسة معمارية لاختيار التصميم الأنسب لـ “الملعب الكبير للدار البيضاء”. بتكلفة تصل إلى 500 مليون دولار أمريكي، سيتم تمويل المشروع من قبل الحكومة المغربية وصندوق الإيداع والتدبير، وذلك وفقًا لاتفاقية تم توقيعها في أكتوبر 2023 بقيمة 5 مليارات درهم، على أن يتم تخصيص التمويل بين عامي 2025 و2028.
ويأتي هذا الإنجاز في سياق التحضيرات الكبرى التي يقوم بها المغرب استعدادًا لاستضافة كأس العالم 2030، إلى جانب مدن أخرى مثل مراكش وأكادير وفاس. كما أن احتضان المغرب لكأس أمم إفريقيا 2025 يعزز مكانته كوجهة رياضية بارزة على المستويين القاري والدولي. وفي هذا السياق، أعلن فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، أن ملاعب الرباط وطنجة ستخضع بدورها لعمليات تحديث وتوسعة، ومن المتوقع أن تكتمل الأشغال في الربع الأول من العام المقبل.
وستكون بطولة كأس العالم 2030 حدثًا استثنائيًا، حيث ستشهد استضافة مشتركة بين ست دول عبر ثلاث قارات، وهي الأوروغواي والأرجنتين وباراغواي في أمريكا الجنوبية، وإسبانيا والبرتغال في أوروبا، والمغرب في إفريقيا، في ثاني نسخة مشتركة في تاريخ البطولة بعد تنظيم كوريا الجنوبية واليابان لكأس العالم 2002.
ويمثل هذا المشروع الرياضي الكبير خطوة متقدمة نحو تعزيز البنية التحتية الرياضية في المغرب، مما يبرز التزام المملكة بتطوير القطاع الرياضي وترسيخ شغف كرة القدم لدى الجماهير. ومع احتضان البطولات الكبرى، يبدو أن المغرب مقبل على مرحلة جديدة من الازدهار الرياضي، تؤكد قدرته على تنظيم الفعاليات الكبرى وترسخ مكانته كواحدة من الوجهات الرياضية الأكثر جاذبية على الصعيد العالمي.