Hashtag
شهدت جلسة الأسئلة الشفهية الأسبوعية بمجلس النواب بداية هذا الأسبوع مشهدًا سياسياً لافتاً، تمثل في هجوم حاد شنّه برلمانيون من حزب الأصالة والمعاصرة، أحد أبرز مكونات التحالف الحكومي، على وزير الصحة التهراوي، المنتمي لحزب التجمع الوطني للأحرار، الذي يقوده رئيس الحكومة عزيز أخنوش.
وفي خطوة غير معتادة في الأعراف التي تسود التحالفات الحكومية، وجّه البرلماني هشام المهاجري عن حزب الأصالة والمعاصرة، إلى جانب البرلمانية نجوى ككوس، انتقادات لاذعة للوزير داخل قبة البرلمان، متهمين إياه بـ”الفشل في تدبير القطاع” و”الاستهانة بصحة المغاربة في الداخل والخارج”، في مشهد وصفه مراقبون بأنه يعكس توترًا متصاعدًا بين مكونات التحالف الثلاثي.
الهجوم الذي اعتُبر “غير وديّ” داخل التحالف الحكومي، أثار استغراب نواب التجمع الوطني للأحرار، الذين عبّروا، وفق مصادر مطلعة، عن انزعاجهم مما وصفوه بـ”الخروج عن التنسيق الحكومي” و”استغلال المنصة البرلمانية لتصفية الحسابات السياسية”.
ويُنظر إلى هذه الحادثة بوصفها مؤشرًا مبكرًا على تصدّع محتمل داخل الأغلبية الحكومية، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية لسنة 2026، والتي بدأت مبكرًا في خلط أوراق التحالفات، ودفع عدد من الأحزاب إلى التموقع السياسي استعدادًا لما قد تكون مواجهة انتخابية حاسمة.
ويرى متابعون أن المزايدات السياسية داخل الأغلبية، واستغلال البرلمان لشن هجومات متبادلة بين الحلفاء، قد يؤدي إلى تآكل الثقة داخل الحكومة الحالية، ويُعيد إلى الواجهة أسئلة جوهرية حول متانة التماسك الحكومي، ومدى قدرته على الصمود في وجه الضغوط الانتخابية المقبلة.