ديوان “بردا وسلاما” عندما يسلط الضوء على واقع الوطن العربي بقصائد شعرية

لطيفة الغراس السليماني

أصدرت الشاعرة المغربية، ريم علوي، مؤخراً ديواناً من الشعر المنثور، حيث اختارت له إسم “بردا وسلاما” ، الذي حاولت تسليط الضوء من خلال قصائد شعرية على واقع الحال، خاصة في الوطن العربي ككل وكذا في جميع بقاع العالم.

وعلاقة بالموضوع وفي سياق قراءة الديوان التي أنجزتها لطيفة الغراس السليماني للتعريف به، وكذا تحليل ما جاء فيه، مؤكدةً في حديثها عن الشاعرة أنه لا يخفى على أحد أثر البيئة والنشأة اكتساب الموهبة.. مضيفة الموهبة لا يحجزها تخصص علمي أو مهنة، لأنها موهبة تغتني بالمعرفة ودرجة وعي المبدع بما يحيط به.

واسترسلت المتحدثة ذاتها قائلة : “فالشابة ريم نهلت من بيئة متميزة بالعلم والأدب والثقافة، فهي مهندسة تشبعت بالفكر الأدبي، وقد عرفنا أطباء شعراء تركوا بصمة قوية في مجال الإنتاج الأدبي، ولا زلنا نطرب لقصيدة الطبيب أحمد زكي أبو شادي( الأطلال) وهو المؤسس لمدرسة أبولو ونتذكر كذلك الشاعر الطبيب إبراهيم ناجي، ونتذكر جون كيتس وغيره.”

وأضافت المتحدث نفسها “واليوم نحن مع مهندسة ذات جذور مغربية ولكنها نهلت من من محيط كندي.. عندما قرأت إنتاج ريم العلوي، استحضرت شعراء من الغرب وأمريكا، إن النهج والشكل غير عربي ولكن اللغة والوجدان والقضايا المطروحة، تتعلق بالوطن العربي، وبكل حرية في التعبير تجاوزتنا نحن العرب.”

وتابعت بالقول ” شعر منثور يحمل معاناة كل العرب، يعج بالرموز الدينية والتاريخية في رحلة عبرت بين البيت الأبيض إلى تونس والعراق، دون أن تتغافل عن هموم الأنثى في العالم العربي:
( محمود يقرأ)
قصيدة في البيت الأبيض
مثل ريتا دوف
البقدونس عند ريتا
واللوز والزيتون عند محمود
وتضع الشاعرة عدة تساؤلات حول حرية التعبير:
أروى تقرأ شعرا بمنتريال
ولا تخاف التعذيب
لا بعث اليوم
كلنا في القبور
وتقول:
توفي محمود وبيده غصن اللوز
يعبر من عكا إلى باريس
إلى لندن يستقر بعمان
الشعر إذن هو الخلاص عند ريم العلوي فهو لا يحتاج لجواز سفر وهو من سيصنع السلام وليست الحدود..
حتى الحب فهو ليس على طريقة الشرق:
تحكي السيدة الجميلة
قصيدة حب ليس على غرار نزار
ولا قيس ولا عنترة
هذه الثورة نجد مثلها عند شعراء مشهورين:
قبورنا معتمة على الرابية
والليل يتساقط في الوادي
من شعر الماغوط
وتستمر ريم في تعرية الواقع، واستحضرت قول يوسف الخال:
نحن من نحن حق أن يسأل الناس
فقدما كم ظل عنا الرواة

وختم لطيفة الغراس السليماني قراءتها للديوان الشعري بالقول “قد يجد بعض القراء أن مثل هذا الشعر المنثور بهذا النوع من الشكل الهندسي الغير سيمتري لا يناسب عقلية العربي ولكن أجد الشاعرة تتحدى وتنهل من العالم الجديد وسيلتها للتعبير. أذهلتني شجاعتها والمضامين التي تحملها كتاباتها، وهي الحاملة لهموم فلسطين وهموم الوطن والعالم العربي.. الانفعال أساس الإبداع وشاعرتنا الشابة كان انفعالها بالقضايا الكبرى.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *