خالد بوبكري
أثار البرلماني محمد السيمو موجة واسعة من السخرية والاستنكار بعد خروجه بتصريح غريب زعم فيه أن سفير البارغواي استضافه في منزله وقدّم له “البيصارة” ثم خرج السفير ليعلن أن الصحراء مغربية.

تصريح لا يليق بمسؤول منتخب ويختزل القضايا الدبلوماسية الكبرى في مشاهد سطحية تسيء إلى صورة المغرب ومؤسساته.
التصريح الذي تم تداوله على نطاق واسع اعتبره مراقبون طعنة في حق الدبلوماسية المغربية التي يقودها الملك محمد السادس والتي راكمت انتصارات كبيرة آخرها قرار مجلس الأمن 2797.
ففي الوقت الذي تعمل فيه الدولة المغربية بمهنية وهدوء يأتي مثل هذا الخطاب الشعبوي ليقلل من قيمة العمل الدبلوماسي ويحرج دولة البارغواي وسفيرها على حد سواء.
السيمو المعروف بخرجاته المثيرة وجد نفسه مرة أخرى في قلب الجدل خصوصا أن سجله العدلي ليس خاليا من المتابعات، إذ يواجه قضايا تتعلق بالفساد وتبديد أموال عمومية ما تزال رائجة أمام محكمة الاستئناف.
المفارقة أن البرلماني نفسه سبق أن صرح بأنه “لا يفهم الفرنسية ويوقع فقط” في اعتراف صادم يدل على هشاشة تكوينه وعدم أهليته لتحمل المسؤولية التشريعية وبالاحرى الحديث عن الامور الخارجية للوطن.
فكيف يمكن لمنتخب بهذا الجهل الكبير أن يكون قادراً على صياغة قوانين وتشريعات أو مراقبة الحكومة أو الدفاع عن مصالح المواطنين والوطن؟
فتصريحات السيمو البرلماني عن حزب أخنوش ليست مجرد زلة لسان بل تعبير صارخ عن أزمة عميقة يعيشها جزء كبير من المشهد السياسي المغربي، والمغاربة يستحقون ممثّلين في مستوى التحديات وليس مسؤولين يختزلون ملفا استراتيجيا مثل الصحراء المغربية في حصن “بيصارة”.






