بعد حصولها على طائرات “سو-35”.. هل تَبدَّدَ حُلم الجزائر في اقتناء مقاتلات الجيل الخامس “سو-57”

في ظل أجواء التوتر الإقليمي والتنافس العسكري المتصاعد في شمال إفريقيا، يثير حصول الجزائر مؤخرًا على مقاتلات “سو-35” الروسية تساؤلاتٍ كثيرة بشأن مصير صفقة الطائرات الشبحية “سو-57″، التي لطالما سعت إليها الجزائر لتطوير أسطولها الجوي وفرض توازن جديد في المنطقة.

التقارير الأخيرة تتحدث عن احتمال أن تكون مقاتلات “سو-35” مجرد خيار مؤقت فرضته تأخيرات متواصلة في تسليم روسيا لطائرات “سو-57” الشبحية، التي تعتبر الجيل الخامس من المقاتلات، وتتفوق بقدراتها التقنية المتقدمة وقدرتها على المناورة والتهرب من الرادارات، حيث لا تزال هذه الطائرات تواجه عقبات إنتاجية كبيرة، بما في ذلك صعوبة تصنيع المحركات الجديدة والعقوبات الغربية التي فرضتها الحرب في أوكرانيا.

لكن، بعيدًا عن التكهنات، تظهر حقائق ميدانية مختلفة، إذ كشفت صور الأقمار الصناعية عن وجود فعلي لمقاتلات “سو-35” في قاعدة بوفاريك الجوية، مما يثير شكوكًا حول جدية الجزائر في انتظار مقاتلات الجيل الخامس، التي قد لا تتسلمها قبل سنوات طويلة. وفي الوقت نفسه، يرى محللون أن تكلفة اقتناء “سو-57″، التي تتجاوز 100 مليون دولار للطائرة الواحدة، قد تكون دافعًا إضافيًا يدفع الجزائر لتفضيل “سو-35” التي تُعتبر أقل تكلفة وأكثر توافقًا مع البنية التحتية الحالية للقوات الجوية الجزائرية.

ويرى خبراء أن الجزائر قد تلجأ إلى هذه الخطوة لتعزيز قدراتها الجوية في مواجهة التطور الكبير الذي شهده سلاح الجو المغربي، والذي عزز مؤخرًا بمقاتلات متطورة وطائرات مسيرة دقيقة، الأمر الذي يجعل الجزائر في موقف يحتم عليها اتخاذ قرارات سريعة لضمان التوازن العسكري مع جارتها الغربية.