بعد سنتين ونصف على زلزال الحوز… 4000 أسرة ما تزال بلا مأوى والحكومة في مرمى الانتقادات

هاشتاغ/الرباط
تجدّد الجدل داخل البرلمان حول بطء إعادة إسكان المتضررين من زلزال الحوز، بعدما كشفت معطيات برلمانية عن استمرار أكثر من 4000 أسرة بدون مأوى قار، رغم مرور ما يفوق سنتين ونصف على الكارثة التي خلّفت دماراً واسعاً في عشرات الدواوير الجبلية.

وخلال جلسة المساءلة، وجّه نواب المعارضة انتقادات لاذعة للحكومة، متهمين إياها بـ”العجز والتقصير” في تدبير ملف إعادة الإيواء، ومعتبرين أن ما يُقدَّم من تبريرات “لا يعكس حجم المعاناة اليومية للمتضررين”.

البرلمانية فاطمة التامني عبّرت بوضوح عن غضبها، معتبرة أن ما تقوم به وزارة السكنى “واجب وليس منّة”، قبل أن تضيف بنبرة حادة: “الحكومة حوّلت كرامة الناس إلى أرقام على الورق، بينما آلاف الأسر تواجه البرد والجوع وصعوبة العيش كل يوم”.

وأشارت التامني إلى أن الحكومة تُنهي مشاريع ضخمة في وقت قياسي، مثل الملاعب الرياضية، بينما “الأسر المنكوبة تنتظر منذ 30 شهراً مجرد جدران تقيها قساوة الليل”.

وزيرة إعداد التراب الوطني، فاطمة الزهراء المنصوري، رفضت هذه الاتهامات، مؤكدة أن مقارنة بناء ملاعب مع إعادة الإعمار في مناطق جبلية “غير منصفة وغير واقعية”.

وأوضحت أن صعوبة التضاريس وولوج الموارد والبنيات التحتية المحدودة تجعل العملية أكثر تعقيداً مما يتصوره البعض.

وقدمت المنصوري معطيات تفصيلية حول حجم الأضرار، مؤكدة أن الإحصاء الأولي شمل 170 ألف بناية، تم تحديد 26 ألفاً و798 مسكناً متضرراً، قبل أن يرتفع العدد بعد إعادة التقييم إلى 58 ألفاً و968 بناية، منها 14% انهارت كلياً.

لكن السؤال الأكبر يبقى معلقاً: لماذا ما زالت 4000 أسرة بلا سقف؟

رغم الأرقام الرسمية والوعود المتكررة، يرى متابعون أن التعثر الحاصل في إعادة الإعمار “لا يمكن تبريره فقط بالتضاريس أو الإجراءات”، خاصة وأن مناطق أخرى شهدت مشاريع كبرى في زمن أقصر وبإمكانيات أقل.

ومع حلول فصل الشتاء، يزداد الضغط الشعبي والحقوقي على الحكومة للإسراع في إيجاد حل جذري، فـالمنكوبون لا يعيشون بالأرقام… بل ينتظرون مأوى يضمن لهم الحد الأدنى من الكرامة.