هاشتاغ
بعد أن ملأ عزيز أخنوش الساحة السياسية بخطابات التمجيد لـ“مسار الإنجازات” وكرونولوجيا «التواصل القريب من المواطن»، اختفى الرجل فجأة عن الأنظار، ومعه اختفت اللقاءات الجهوية التي روّج لها حزب التجمع الوطني للأحرار كأنها محطة تاريخية في العمل الحزبي.
واليوم يطرح الشارع والمراقبون سؤالاً واحدًا: أين هرب “مسار الإنجازات”؟
منذ خروج الآلاف من شباب جيل “زد” في احتجاجات مدوية ضد تدهور الخدمات الصحية والتعليمية واستشراء الفساد بدا أن رئيس الحكومة اختار الصمت والاختباء بدل المواجهة والتواصل.
الرجل الذي كان لا يترك ميكروفونا إلا واعتلاه ولا كاميرا إلا وظهر أمامها، انقلب فجأة إلى زعيم “شبح” لا يرى، لا يصرّح، ولا يواجه الأسئلة الحارقة.
لقاءات “مسار الإنجازات” التي قدمها الحزب كـثورة تواصلية توّلت اليوم إلى ذكرى تسويقية قصيرة العمر حيث توقفت دون اعتذار، دون تفسير، ودون حتى بلاغ رسمي يعلن تعليقها.
وكأن الحزب يقول للمغاربة: كنا هنا لالتقاط الصور وإستعراض العضلات المنخوة بالفراغ والآن نغادر حين اشتد الحر.
وفق مصادر متطابقة من داخل المشهد الحزبي يتّجه الأحرار إلى استراتيجية الهروب إلى الخلف على أمل أن تهدأ العاصفة وأن تطوى صفحة الاحتجاجات ليعود بعدها “مسار الإنجازات” في موسم سياسي جديد وبخطاب كأنه لم يحدث شيء.
هذا السلوك يراه فيه مراقبون استخفافًا بذكاء المغاربة ومحاولة استغباء سياسي يقوم على معادلة: اصمت الآن ودع الزمن يمحو الغضب ثم عد لتتحدث عن الإنجازات من جديد.
واليوم السؤال الذي يطرح نفسه ليس عن موعد استئناف اللقاءات فقط بل عن قدرة رئيس الحكومة على مواجهة الشارع المغربي بعد أن هرب منه،
هل سيعود أخنوش ليشرح أين هي تلك “الإنجازات” التي كان يتغنى بها
أم أنه يفضّل التواري خلف جدران الحكومة، في انتظار أن ينسى المغاربة مطالبهم ورحيل حكومته؟






