بكين: المدن الأمريكية والأوروبية في مرمى صواريخنا النووية

هاشتاغ/متابعة
في مشهد يحمل رسائل قوية وغير مسبوقة، كشفت الصين للمرة الأولى عن عدد من أكثر صواريخها النووية إثارة للجدل، في خطوة تُعد بمثابة إعلان صامت بأن بكين لم تعد تلعب دور المدافع، بل أصبحت رقماً صعباً في معادلة الردع النووي العالمي.

أمام عدسات وسائل إعلامها الرسمية، استعرضت الصين الصاروخين البالستيين العابرين للقارات: “دي إف-41″ (DF-41) و”دي إف-5 بي” (DF-5B)، وهما من بين أخطر الأسلحة في الترسانة النووية الصينية، حيث يبلغ مدى أحدهما أكثر من 14,000 كيلومتر، ما يضع كبرى المدن الأمريكية والأوروبية بالكامل في مرمى الضربات الصينية خلال دقائق معدودة.

ويُعد الصاروخ “دي إف-41” تحديداً جوهرة الترسانة النووية الصينية، إذ يستطيع حمل عشرة رؤوس نووية متعددة وإطلاقها من منصات متحركة، ما يجعله شديد الصعوبة في الرصد أو التدمير قبل الإطلاق. أما الصاروخ الآخر، “دي إف-5 بي”، فرغم انتمائه إلى جيل أقدم، إلا أنه خضع لتحديثات نوعية جعلته قادراً على حمل رؤوس نووية ذات قدرة تدميرية تفوق معظم نظيراته، مما يجعله من بين أكثر الصواريخ تدميراً في العالم.

هذه الرسائل الصينية الموجهة إلى العالم في استعراض واضح للقوة النووية، تلقاها الغرب، وعلى رأسه الولايات المتحدة، بقلق بالغ، خاصة في ظل تقديرات استخباراتية تشير إلى أن بكين تسعى إلى مضاعفة ترسانتها النووية ثلاث مرات بحلول عام 2035، ما سيجعلها نداً نووياً مباشراً لكل من واشنطن وموسكو.

هذا التحول ينسف الصورة التقليدية للصين كدولة تلتزم نهجاً دفاعياً صارماً، ويُربك الحسابات الاستراتيجية الأمريكية والغربية، لا سيما أن أي تصعيد محتمل في بحر الصين الجنوبي أو حول جزيرة تايوان قد يتحول إلى مواجهة مرشحة للانزلاق نحو استخدام الأسلحة النووية.

وفي عالم تتسابق فيه القوى الكبرى لتحديث ترساناتها النووية، لم تعد المخاطر تقتصر على مجرد وجود “زر نووي”، بل باتت كامنة في العقلية التي قد تفكر جدياً باستخدامه.