#هاشتاغ
في خطوة لافتة تحمل دلالات سياسية ومؤسساتية عميقة، وقّعت المديرة العامة للوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات (أنابيك)، إيمان بلمعطي، اتفاقية شراكة جديدة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الشباب – لتعزيز الإدماج السوسيو اقتصادي للشباب، وذلك في الوقت الذي تتعرض فيه لضغوط شديدة من وزير الإدماج الاقتصادي، يونس السكوري، لدفعها نحو الاستقالة.
الاتفاقية، التي تم توقيعها يوم الإثنين 23 يونيو 2025، بحضور الكاتب العام لقطاع الشباب مصطفى مسعودي، تأتي لتعزيز ريادة الأعمال وتوفير آليات مرافقة داخل دور الشباب ومراكز التكوين، في إطار تنفيذ التوجيهات الملكية وأولويات النموذج التنموي الجديد. كما ركزت على تفعيل البرنامج الوطني للتطوع “متطوع” كمحور مواطنة وإدماج مهني.
ورغم التصعيد المتزايد من طرف الوزير السكوري، الذي لجأ حسب مصادر موثوقة إلى مستشارته المقربة ثم إلى الكاتبة العامة للوزارة لممارسة ضغوط غير معلنة على بلمعطي من أجل التنحي، اختارت هذه الأخيرة مواصلة مهامها، مبرزة استقلالية مؤسستها من خلال توقيع اتفاق استراتيجي مع وزارة يقودها زميله في الحزب والقيادي في الأصالة والمعاصرة، المهدي بنسعيد.
ويرى متابعون أن الخطوة قد تحمل رسائل ضمنية تتجاوز الإطار التقني للاتفاق، إذ تبرز تمسك بلمعطي بمنصبها ورفضها الرضوخ لمحاولات الإطاحة بها، خاصة في ظل غياب أي تقارير رسمية تُدين أداءها. وتُطرح تساؤلات حول الخلفيات الحقيقية لهذه الضغوط، لا سيما أن قرار الإعفاء لا يدخل ضمن صلاحيات الوزير بشكل مباشر، بل يستلزم توقيع رئيس الحكومة.
وبينما تزداد الأزمة تعقيدًا داخل أروقة الوزارة، وتلوح في الأفق احتمالات كشف مزيد من المعطيات من طرف المديرة، تبقى “أنابيك” رهينة صراع صامت في وقت يحتاج فيه الشباب المغربي إلى استقرار مؤسسات الوساطة التشغيلية أكثر من أي وقت مضى.