مروان لمين
قليلون من السياسيين في المغرب من يتقنون لعبة التأثير في الرأي العام كما يفعل عبد الإله بنكيران. الرجل لا يملك فقط كاريزما خطابية استثنائية، بل أيضاً قدرة عجيبة على تحويل كل جدال بسيط إلى موجة تعاطف شعبية لصالحه، وكأنه يعيش على تغذية الاستقطاب والانقسام.
اليوم، ومع اقتراب استحقاقات 2026، من الخطير أن نمنح “العدالة والتنمية” ــ الحزب ذو المرجعية الإسلامية ــ فرصة حملة انتخابية مسبقة تحت غطاء “الردود” و”النقاش العمومي”. كل صراع إعلامي معهم هو مكافأة غير مباشرة تُقوي صورتهم في الشارع، خاصة في ظل السخط الاجتماعي والفراغ السياسي الحالي.
بنكيران لا يطرح حلولاً، بل شعارات. لا يقدم بدائل، بل يستثمر في الأخطاء والإحباط مثلما يحدث مع حكومة عزيز أخنوس. البروباغندا عنده ليست مجرد وسيلة، بل عقيدة. الخطورة هنا ليست في الرجل فقط، بل في أن خصومه يسقطون مراراً في فخه: يهاجمونه، فيتحول إلى “ضحية شعبية”، ويجنّد الشارع كما لو أنه المخلّص المنتظر.
إن أكبر خدمة يمكن تقديمها لهذا التيار الآن، هي الدخول في صراع مباشر معهم قبل أوان المعركة. والوعي السياسي اليوم يفرض الصمت الاستراتيجي، لا الانجرار إلى حروب تواصلية تخدمهم أكثر مما تضرهم.
Marouane Lamine