بنكيران يتمسك بخيار دعم إيران وحماس في ظل التحولات الاقليمية

ماريا الزهر
شكّل تصريح عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، حول دعم إيران في مواجهة الهجمات الإسرائيلية محور اهتمام الأوساط السياسية في المغرب وخارجه.

هذه الدعوة التي أتت ضمن خطابه في المؤتمر الجهوي السابع للحزب بجهة بني ملال خنيفرة لم تكن عفوية، بل تنبع من رؤية سياسية عميقة للتوازنات في المنطقة والنضال المستمر للشعوب في الدفاع عن حقوقها في فلسطين.

يبني بنكيران دعمه على مبرر أساسي يتمثل في أن إيران تبقى القوة الوحيدة التي تدعم الشعب الفلسطيني في وقت تتنصل فيه دول أخرى إقليمية وعربية من مسؤوليتها.

هذه الرؤية تتغذى على سياق داخلي يتمثل في التضامن الشعبي مع فلسطين في المغرب، بالإضافة إلى سياق إقليمي يتميز بعزلة إيران بسبب سياستها الداعمة للمقاومة في غزة والضفة الغربية.

ينبع دعم بنكيران أيضاً من نظرة براغماتية تتغاضى عن الخلافات المذهبية والنفوذ الشيعي التي تسعى إيران إلى مدّها في العالم العربي. فهو يضع هذه الخلافات في سياقٍ لاحقٍ على المعركة الأصلية التي يخوضها الشعب الفلسطيني في الدفاع عن حقوقه في الأرض والحرية. بهذا المعنى، يقارب بنكيران الملف الفلسطيني ضمن سياق صراع وجود وليس ضمن سياق صراعات إقليمية صغيرة.

هذه الدعوة تتضمن في طياتها أيضاً انتقاداً ضمنياً للتوجهات التي تتسابق للتطبيع مع إسرائيل بدعوى تحقيق الاستقرار والنمو الاقتصادي. لكن بنكيران يعتبر أن التحالف مع دولة قائمة على الاحتلال والنفي القسري للشعب الفلسطيني يتناقض مع القيم الإنسانية والحق في تقرير المصير.

ويعتبر أن هذه التحولات التي تشهدها المنطقة، في جزء منها، محاولة لتصفية القضية الفلسطينية وتوفير ظروف للتسويات على حساب الشعب الفلسطيني.

في النهاية، يحمل خطاب بنكيران دعوة إلى مراجعة التحالفات والرهانات التي تتبنّاها دول المنطقة في ظل التغيرات الجيوسياسية الحالية. فهو يضع دعم إيران وحماس ضمن سياق الدفاع المبدئي على الحق والعدالة في فلسطين، دون أن يتنصل من الخلافات التي تشوب علاقات إيران مع العالم العربي. بهذا التحليل، يقارب بنكيران الموقف من زاوية مبدئية أكثر منها سياسية، في محاولة للتنبيه إلى أن المعركة التي يخوضها الشعب الفلسطيني تتطلب التضامن والنصرة على الرغم من التناقضات والنزاعات الثانوية.