خ. ابو مهدي
في لحظة حساسة تعرضت فيها مؤسسات الدولة وعلى رأسها المؤسسة الملكية لهجمات إعلامية مغرضة قادتها جريدة لوموند وبعض الحسابات المشبوهة على مواقع التواصل الاجتماعي.
فظهر عبد الإله بنكيران زعيم حزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة السابق وحيدا في الساحة وبوجه مكشوف وصوت قوي يدافع عن أمن المغرب واستقراره، ةمهاجما كل من يحاول اللعب باستقرار البلاد.
وفي المقابل أين كان بقية زعماء الأحزاب؟
إدريس لشكر اكتفى بالسفر والاستجمام بكرتيستان العراق، ونزار بركة تحدث في العموميات ولم يجرؤ على تسمية الأمور بأسمائها، ونبيل بنعبد الله صمت صمت القبور، و عزيز أخنوش رئيس حزب التجمع الوطني
للأحرار منشغلاً بحساباته السياسية أكثر من انشغاله بحماية صورة الوطن.
أما آخرون فالتزموا الصمت المريب وكأن الدفاع عن الوطن أصبح خيارا وليس واجبا.
الباحث في العلوم السياسية كريم الوادي لخص المشهد قائلاً: “زعماء الأحزاب يفكرون في المناصب والحقائب أكثر مما يفكرون في الوطن.” هؤلاء الزعماء يخشون المواجهة خوفًا من انكشاف ثرواتهم وممتلكاتهم الطائلة التي جمعت في غفلة من الجميع فاختاروا الاختباء بدل أن يقفوا في الصف الأول للدفاع عن المغرب.
وسط هذا العجز الجماعي خرج بنكيران ليقول الحقيقة دون حسابات، ودون الخوف من الدخول في صراعات مع أشباح وجهات خبيثة. مما ساعده في فضح ضعف النخب السياسية التي وضعت مصالحها الشخصية فوق المصلحة الوطنية.
وهكذا تمكن بنكيران من إحراج جميع زعماء الأحزاب السياسية وأثبت أن حب الوطن لا يحتاج إلى كرسي وزاري ولا إلى ميزانية حزبية وإعلام تابع بل إلى شجاعة وغيرة حقيقية.
إن التاريخ لن يتذكر البلاغات المحتشمة ولا الصمت الجبان بل سيتذكر من دافع عن الوطن حين كان في حاجة إلى رجال، وبنكيران سواء اتفقنا معه أو اختلفنا أثبت أنه الرجل الوحيد الذي تجرأ على حمل هذه المسؤولية حين اختبأ الآخرون خلف الأبواب المغلقة.