#هاشتاغ/بلهموز بن ابراهيم
في الوقت الذي يفترض أن تشكل فيه الصحافة الحزبية أداة للنقاش العمومي وتعبيرا عن تصورات سياسية بديلة نجد أن جريدة الاتحاد الاشتراكي تنزاح بشكل مقلق نحو وظيفة جديدة تصفية الحسابات الشخصية وتكرار الردود المتشنجة على عبد الإله بنكيران أمين عام حزب العدالة والتنمية وهو انزياح لا يثير فقط الشكوك حول استقلالية الخط التحريري بل يطرح أسئلة عميقة حول أخلاقية استغلال الدعم العمومي الممول من جيوب دافعي الضرائب في معارك لا تخدم لا الديمقراطية ولا مصالح المواطنين
في كل مرة ينطق فيها بنكيران بجملة عابرة أو عبارة من عباراته الارتجالية تسارع الجريدة إلى تخصيص صفحات كاملة للرد عليه بلهجة تنضح بالعداء الشخصي أكثر مما تعبر عن موقف سياسي واضح وآخر الأمثلة أن صاحب زاوية كسر الخاطر رد بصفحة ونصف على جملة واحدة نسبها إلى بنكيران في سلوك يوحي بأن الحزب لم يعد يمتلك أولويات تنظيمية أو فكرية وأن جريدته لم تعد منبرا للتأطير أو للنقاش حول السياسات العمومية بقدر ما أصبحت صوتا لزعيم الحزب في معاركه الصغيرة
هل يعقل أن تصرف أموال الدعم العمومي الموجه أصلا لدعم الصحافة في أداء مهامها التوعوية والتنويرية في الردود والانفعالات أليس في ذلك تبديد للمال العام وهل من المقبول أن تتحول جريدة حزبية تستفيد من أموال الدولة إلى وسيلة للدعاية الذاتية بدل أن تفتح صفحاتها لمناقشة قضايا التعليم والصحة والعدالة الاجتماعية والتحولات السياسية الكبرى التي تعرفها البلاد
ما يحصل اليوم يعكس فقرا فكريا واضحا لدى إدارة نشر الجريدة وانسدادا في الأفق السياسي حيث بات بنكيران يتحكم في الإيقاع الإعلامي لحزب يفترض فيه أن يكون بديلا يساريا ببرنامج اجتماعي واضح لا أن ينجرف وراء معارك لفظية تُختزل في شخص واحد
الأسئلة التي يجب أن تطرح اليوم بجدية من يراقب محتوى الصحافة الحزبية التي تستفيد من المال العمومي وهل الدعم العمومي مبرر في ظل هذا التردي في الأداء التحريري وما جدوى هذه الصحف إذا لم تكن منصات لمساءلة السياسات العمومية وتقديم مقترحات بديلة
إن استمرار هذا النهج لا يسيء فقط لحزب الاتحاد الاشتراكي وتاريخه بل يضع الصحافة الحزبية برمتها موضع مساءلة ويزيد من فقدان الثقة في الإعلام المؤسساتي خاصة حين يستخدم كذراع شخصي لتلميع صورة الزعيم والرد على خصومه بدل أن يسهم في بناء وعي سياسي نقدي في البلا.