مصطفى مسعاف
بشغف كبير ينتظر ملايين المسلمين هذا الشهر الفضيل الذي تتسع فيه دائرة التوبة والإيمان، بحكم قدسية هذا الشهر الذي يعني الكثير للمسلمين عبر العالم.
ويبدأ شهر رمضان عند الإعلان عن بداية الشهر القمري الجديد، وذلك إما بثبوت رؤية الهلال في اليوم 29 من شعبان، وعليه يكون اليوم القادم هو أول أيام رمضان، أو في حال عدم ثبوت رؤيته يكون اليوم القادم (اليوم 30) هو المتمم لشهر شعبان وبعده يكون أول أيام رمضان، وتبلغ مدة الشهر 29-30 يومًا، ينتهي أيضًا بثبوت رؤية الهلال، وعند انتهاء رمضان يحتفل المسلمون بعيد الفطر.
كما إن لشهر رمضان مكانة خاصة في تراث وتاريخ المسلمين؛ ففيه بدأ نزول القرآن من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، وذلك كان في ليلة القدر من هذا الشهر، ثم نزل بعد ذلك في أوقات متفرقة في فترة نزول الوحي حيث كان النبي محمد في غار حراء عندما جاء إليه المَلَك جبريل حسب المعتقدات الإسلامية، وقال له《اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ》وكانت هذه هي الآية الأولى التي نزلت من القرآن، والقرآن أنزل من اللوح المحفوظ ليلة القدر جملة واحدة، فوضع في بيت العزة في سماء الدنيا في رمضان، ثم كان جبريل ينزل به مجزئًا في الأوامر والنواهي والأسباب، وذلك في ثلاث وعشرين سنة.
يرتبط شهر رمضان أيضًا في الدول الإسلامية بالعديد من الشعائر الدينية مثل: صلاة التراويح والاعتكاف في العشر الأواخر، وأيضًا العديد من العادات والتقاليد مثل دعوة الأخرين على الإفطار وإقامة موائد للإفطار، كما يوجد العديد من المظاهر التراثية التي ارتبطت بهذا الشهر مثل: الفانوس والزينة ومدفع رمضان، وأيضًا شخصية المسحراتي والحكواتي، ومأكولات وبعض الحلوى والتي يتم تناولها عقب الإفطار.
ويبقى الشهر الفضيل الذي لاتفصل نحن وإياه سوى أيام قليلة ذا ميزة خاصة، جعلته شهر الاستثناء على مدار السنة لما له من طابع خاص يميزه على باقي شهور السنة الهجرية، لاسيما وأنه في هذا الشهر تتقوى الاعمال الانسانية والتضامنية حيث هنا وهناك موائد الرحمان التي منها يقتات عابرو السبيل بمجرد آذان المغرب، فربما هذا ما يميز هذا الشهر الفضيل والأبرك.