بوابة إفريقيا تلتقي بأرض الفواكه.. آفاق جديدة بين المغرب وشيلي

هاشتاغ _ الرباط

يشهد المغرب وشيلي تطوراً ملحوظاً في علاقاتهما الثنائية، حيث يبذل البلدان جهوداً متزايدة لتعزيز التعاون في مختلف المجالات، لا سيما في الجوانب الاقتصادية والتجارية، حيث تعد هذه الشراكة فرصة استراتيجية لكلا الطرفين للاستفادة من الإمكانيات المتاحة وتوسيع نطاق التبادل التجاري والاستثماري بما يعود بالنفع على الجانبين.

المغرب، بموقعه الاستراتيجي على المحيط الأطلسي، يمثل بوابة رئيسية للشركات التشيلية الطامحة إلى دخول السوق الأفريقية، حيث أن البنية التحتية المتقدمة التي يتمتع بها، مثل ميناء طنجة المتوسط الذي يُعد من الأكبر في إفريقيا، تمنحه مكانة كمركز لوجستي إقليمي مهم.

كما أن شبكة اتفاقيات التجارة الحرة التي وقعها المغرب مع العديد من الدول تُتيح للشركات الأجنبية، ومنها التشيلية، الوصول إلى أسواق جديدة بسهولة أكبر.

ويعتبر قطاع الفلاحة من أبرز المجالات الواعدة للتعاون بين المغرب وشيلي، حيث تتميز الأخيرة بكونها من أكبر منتجي الفواكه الطازجة في العالم، بينما يُعد المغرب سوقاً واعداً لهذه المنتجات. لكن على الرغم من ذلك، تواجه الصادرات التشيلية بعض التحديات المتمثلة في القيود الصحية والإجراءات البيروقراطية، التي تقف عائقاً أمام دخولها السلس إلى السوق المغربية.

ومن جانب آخر، يواصل المغرب تعزيز دوره كمحرك أساسي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا، مستفيداً من موقعه الجغرافي ومناطق جنوبه التي تشهد نمواً اقتصادياً متسارعاً، مما يجعلها قاعدة مثالية للشركات المهتمة بالاستثمار في القارة، حيث أن الشركات التشيلية ترى في السوق المغربية منصة استراتيجية تتيح لها الانطلاق نحو الأسواق الأفريقية، خاصة في مجالات الزراعة، الصناعة، والخدمات.

ولتحقيق هذه الطموحات المشتركة، يعمل البلدان على تجاوز العقبات التي تعرقل تعزيز التعاون بينهما، من خلال التركيز على توقيع اتفاقيات جديدة وتسهيل الإجراءات الجمركية، إذ أن هذه الجهود المتبادلة تفتح آفاقاً واعدة لتعميق علاقاتهما الاقتصادية وتوسيع حجم التبادل التجاري، ما يساهم في تعزيز التكامل الإقليمي وخلق فرص اقتصادية جديدة داخل القارة الأفريقية وخارجها.