بقلم بوسيف عبد الحفيظ
أعطني حزبا وفيا، وساسة ملتزمين و مسؤولين، اعطيك شركاء أوفياء وأكفاء، وحكومة منسجمة ووطنا ينمو بسرعة وبنجاح.
على مدار سنوات، وأنا أتابع تقلب مواقف بعض الإخوان في علاقتهم بشركائهم منذ ركوبهم سفينة الحكومة وتولي أمينهم العام الأستاذ بنكيران القيادة غداة انتخابات مابعد دستور 2011 وافرازات حراك فبراير وماتلاه.
ومازلت أتذكر كيف كان حزب علال الفاسي وبلافريج حليفا وسندا وشريكا ومناضلاته ومناضلوه إخوة قال الزعيم حينها باكورة شعره ومع وصول السيد حميد شباط للقيادة انقلب الود شكا وحقدا (وغنان) وانفرط العقد، وهي المرحلة التي تلقى فيها الأستاذ المزوار وهو رئيس الحزب وقائد المعارضة البرلمانية أعنف الضربات من بعض قيادات حزب المصباح كان بعضها يفتقر للأدلة ومسيئا للرجل فتم التشهير به في قضية بقيت حتى ملغزة وغارقة في الغموض.
وفي تلك المرحلة الدقيقة من العلاقات مع الأحرار والاستقلال اختار الأستاذ بنكيران أن يدبج معلقات صارت بذكرها الركبان للإشادة بأخلاق وكفاءة عزيز أخنوش ونبله وحسن تدبيره، وبرؤاه الاستراتيجية الواضحة للإقلاع بالفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية، وقدمه نموذج الاقتصادي والمدبر والسياسي الناجح..
بالله عليكم مالذي تغير.؟؟
ومع المسعى الحثيث للتأثير في سلوك الاستقلاليين غادر الحزب الحكومة مبديا ملاحظاته، ودخلها حزب التجمع الوطني للأحرار دخول الفاتحين بمقاعد 8 عوض 5 كان قد حصل عليها الاستقلاليون في النسخة الأولى لحكومة مابعد الدستور الجديد.
وهكذا تحول العدو الأول إلى حليف استراتيجي، والحليف السابق أي الاستقلال عدوا وشيطانا وأمينه العام هبيل فاس..ووو.
وبقي عزيز أخنوش القدوة والنموذج.
ومع مزوار صار الحلف متينا، وإنجازاته نموذجا يجب أن تحتذى على قول الزعيم الأممي.
ومع تولي الرئيس أخنوش قيادة حزب التجمع عاد عمى الألوان من جديد وعادت حليمة لعادتها ثم عاد عدم الوفاء للحلفاء من جديد وانطلقت آلات التدمير وانطلقت حملة شرسة وواسعة للهدم والتجييش والتخوين لبيت الحليف تستهدف إيقاع الخسائر بالطرف الآخر وتحول الرئيس أخنوش من رمز وقدوة ونموذج وحليف مثالي إلى عدو وتحول حزبه إلى بعبع ووكر للفساد بل بيت الفاسدين.
هل هذا هو الوفاء كما يراه شركاء الأحرار.؟
أيها الرائعون لن نركب قطار الابتزاز كما تفعلون، ولن نقول لكم هذا وطننا لوحدنا، ولكن نقول إن مشروعنا المجتمعي يسع الجميع لكل أطياف بنات وأبناء الوطن عنوانه الثقة في النفس وقدرات المواطن ومقدرات الوطن وفي القدرة الجماعية على الانخراط والتحلي بقيم الانتماء المسؤول والفعال من أجل المصداقية والقطع مع كل أشكال التيئيس والتدليس والبؤس والتبخيس.
والانتصار في البدء والمنتهى للوطن والوطن فقط.
فهل نعي معنى وحقيقة الوفاء للحلفاء والوطن?