بوعيدة والصفقة المليونية للمشاركة في المعارض الوطنية.. من سيستفيد؟ ولمن ستُصرف الأموال؟

هاشتاغ _ يوسف بوحبيني

أطلقت امباركة بوعيدة، رئيسة جهة كلميم واد نون، صفقة بقيمة تقديرية تبلغ 1,347,270 درهم أي يعادل 134.73 مليون سنتيم، وذلك بهدف تعزيز مشاركة مجلس الجهة في المعرض الدولي للفلاحة بمكناس، معرض التمور بأرفود، معرض الفرس بالجديدة، ومعرض “هاليوتيس” بأكادير، وهي المعارض التي سيتم تنظيمها خلال سنة 2025.

وحسب الوثائق التي يتوفر عليها موقع “هاشتاغ”، فإن هذه الصفقة رقم 74/BR/RGON/2024 تشمل عدة تجهيزات تقنية ولوجستية لتأهيل الأروقة الخاصة بالجهة. ففي المعرض الدولي للفلاحة بمكناس، المقرر تنظيمه في أبريل 2025 على مساحة 37 هكتاراً، تسعى امباركة بوعيدة لإعداد رواق على مساحة 150 متر مربع يتضمن سبعة فضاءات رئيسية، منها فضاء الاستقبال، فضاء VIP لاستقبال الضيوف الرسميين، فضاءات العمل، العرض، والفضاء التقليدي الذي يبرز التراث الثقافي للمنطقة.

وسيكون الرواق مجهزاً بشاشات LED، إضاءة متطورة، وأثاث عصري يعكس هوية المنطقة، مع تجهيزات إضافية مثل طاولات عرض للمنتجات المحلية من زيت الأركان، التمور، الأعشاب الطبية، والمستحضرات الطبيعية.

وفي معرض التمور بأرفود، الذي سيُعقد في أكتوبر 2025، ستخصص جهة كلميم واد نون، حسب الوثائق التي يتوفر عليها موقع “هاشتاغ”، مساحة مماثلة لتقديم منتجاتها الفلاحية والتراثية، مع التركيز على تسويق التمور بمختلف أنواعها ومنتجاتها المشتقة. وسيتم تصميم الرواق بلمسة عصرية تحترم الهوية الثقافية للمنطقة، مع توفير فضاءات عرض مبتكرة وأخرى مخصصة للتواصل مع المهنيين والمستثمرين.

أما في معرض الفرس بالجديدة، الذي يُعقد سنوياً تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، فسيتم تخصيص مساحة تعرض فيها جهة كلميم واد نون تقاليدها المرتبطة بالفروسية، مثل أزياء الفرسان التقليدية، أدوات التبوريدة، والنماذج الثقافية والفنية المتعلقة بالخيل. كما ستشارك الجهة بسربات تمثلها في المنافسات الوطنية، مع توفير كافة التجهيزات اللوجستية من خيام، وسائل نقل، وإقامة للفرسان والخيول.

وفي معرض “هاليوتيس” بأكادير، الذي يعد منصة دولية لتسويق المنتجات البحرية، ستسعى الجهة إلى تسليط الضوء على إمكاناتها في مجال الصيد البحري، حيث سيتم تصميم الرواق على مساحة 72 متر مربع ليعكس الهوية البحرية للجهة، مع تجهيزات تشمل شاشات عرض رقمية، لوحات تفاعلية، ومنصات ترويجية للمشاريع والاستثمارات البحرية. كما سيتم عرض نماذج من المنتجات المحلية مثل الأسماك المعالجة والمجمدة، منتجات الأعشاب البحرية، والابتكارات في مجال الاستزراع السمكي.

إضافة إلى ذلك، يتضمن طلب العروض تصميم الوثائق الترويجية الشاملة، مثل الكتيبات، المنشورات، وألبومات الصور، إضافة إلى إعداد فيديوهات وثائقية تُبرز المشاركة في المعارض.

ورغم أهمية الصفقة التي أطلقتها جهة كلميم واد نون لتعزيز مشاركتها في المعارض الوطنية لعام 2025، إلا أن دمج تجهيزات أربعة معارض كبرى في صفقة واحدة بقيمة 1,347,270 درهم يثير تساؤلات جدية حول هذا الإجراء، الذي يفتح الباب أمام احتكار محتمل، حيث إن الصفقة مصممة بطريقة تُرجح كفة شركة واحدة للظفر بالمعارض الأربعة، مما يُضعف مبدأ تكافؤ الفرص ويحد من التنوع المطلوب لضمان جودة التنفيذ.

واعتبر عضو بفريق المعارضة بمجلس جهة كلميم واد نون، في تصريح لموقع “هاشتاغ”، أن “الاعتماد على شركة واحدة لتجهيز معارض تختلف تماماً في طبيعتها واحتياجاتها، مثل الفلاحة، التمور، الفروسية، والمنتجات البحرية، يعكس غياب رؤية استراتيجية مدروسة”.

وأضاف أن “هذه الخطوة قد تؤدي إلى تقديم خدمات موحدة لا تتماشى مع خصوصيات كل معرض، ما قد يُضعف من قدرة الجهة على تحقيق أهدافها في تسويق مؤهلاتها الترابية بشكل احترافي ومتميز”.

وشدد المتحدث نفسه، في معرض تصريحه لموقع “هاشتاغ”، على أن “حرمان المقاولات الصغيرة والمتوسطة من فرص المنافسة يعكس توجهاً يُقصي الفاعلين المحليين الذين كان بإمكانهم تقديم حلول مبتكرة تتلاءم مع طبيعة كل فعالية”، مشيراً إلى أن “هذا التوجه يتناقض مع الخطابات الرسمية الداعية إلى تشجيع الاقتصاد المحلي وفتح المجال أمام مشاركة أوسع للمقاولات الوطنية”.