بووانو يُفجر جدل إصلاح التعليم: وعود حكومية على الورق وإخفاقات في الميدان

وجه عبد الله بووانو، رئيس المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية، انتقادات لاذعة للحكومة بسبب ما اعتبره تبايناً واضحاً بين التصريحات الحكومية والواقع الفعلي لقطاع التعليم في المغرب. ويبدو أن بووانو ركز في انتقاده على الفجوة الكبيرة بين الخطط الحكومية لإصلاح المدرسة العمومية وجودة تكوين الأساتذة، وبين التنفيذ الفعلي لتلك الخطط على أرض الواقع.

من خلال سؤال شفوي وجهه إلى رئيس الحكومة، أشار بووانو إلى أن البرنامج الحكومي الذي يعد بتحقيق تطور في مجال التعليم، بما في ذلك رفع جودة التكوين وتحسين ظروف الأساتذة، لا يواكب الواقع داخل المؤسسات التعليمية. وأوضح أن قطاع التعليم يعاني من عدة مشكلات بنيوية، كما أشارت إليها تقارير المجلس الأعلى للتربية والتكوين. هذه المشكلات، التي تخص بشكل رئيسي “مدارس الريادة”، تضعف قدرة هذه المدارس على تحقيق أهداف إصلاح التعليم وتحديثه، وهو ما يثير القلق بشأن مستقبل النموذج التعليمي القائم.

أحد النقاط المحورية التي أشار إليها بووانو كانت إشكالية الفوارق المجالية بين المناطق، خاصة في العالم القروي، حيث ما زالت المدارس في هذه المناطق تعاني من مشكلات حادة مثل الأقسام المشتركة وضعف التأطير التربوي. وتؤثر هذه العوامل بشكل مباشر على مردودية التلاميذ في تلك المناطق، حيث أظهرت الدراسات أن أداء التلاميذ في الوسط القروي أقل بكثير من نظرائهم في المدن.

ووفقاً لما ذكره، فإن نسبة الإنفاق على البحث العلمي لا تتجاوز 0.75% من الناتج الداخلي الخام، وهو رقم ضعيف مقارنة مع التوصيات الواردة في الرؤية الإستراتيجية للإصلاح التي تنادي برفع هذه النسبة إلى 2% بحلول عام 2030. وقد أشار بووانو إلى أن هذا العجز يؤثر بشكل مباشر على قدرة الجامعات المغربية على تزويد سوق العمل بالمهارات المطلوبة في ظل التحولات التكنولوجية والرقمية المتسارعة.

وفيما يخص التعليم العالي، طرح بووانو مسألة تكامل مخرجات الجامعة مع متطلبات سوق العمل، الذي يشهد تحولات مستمرة. وقد أشار إلى تراجع المغرب في “مؤشر المهارات المستقبلية” الذي يضعه في المرتبة 78 من بين 81 دولة، ما يسلط الضوء على الحاجة الملحة إلى إعادة هيكلة البرامج الجامعية وتطوير المهارات اللازمة لمواكبة التطورات الحديثة.

ودعا بووانو الحكومة إلى وضع استراتيجية شاملة للنهوض بقطاع التعليم، سواء على مستوى التعليم المدرسي أو التعليم العالي، وأكد على ضرورة اتخاذ إجراءات ملموسة لمعالجة مشكلات مدارس الريادة وتعزيز البحث العلمي في البلاد.