سعيد جعفر يكتب تجريم سب الأديان وتجريم تكفير الغير بسبب معتقداته أو آرائه او سب الغير بسبب لونه وعرقه و جنسه وميوله الجنسي حتى لا نكون أمام قضاء الفايسبوك
تمييزا عن الآراء التي عبر عنها بعض الأشخاص في قضايا ترتبط بالدين الإسلامي وصلت حد سب الدين تلاها اجراء قانوني، أقدم هنا مساهمة من جهة في تصحيح معنى الحداثة الذي نؤمن به حتى لايتم خلط مجرد آراء معزولة بنسق الحداثة الذي نؤمن به وندافع عنه، وأوضح موقفي من السعار الذي أصاب جيش المكفرين والداعشيين الذين أخرجوا أسلحتهم بالنهش في أعراض الناس.
إن الحداثة التي أدافع عنها هي نسق فكري متكامل وهو الحفر الكبير الذي أقوم به في هذه الصفحة للتراث الفقهي الإسلامي بأدوات منهجية وفكرية معقولة ومسؤولة ونافذة تؤثر في فئات كبيرة.
للتدليل لقد كنت كتبت مقالا ينفي ما يسمى الإعجاز العلمي في القرآن وهي واحدة من أركان التراث الفقهي، كما تعرضت لمؤسسي هذا الفقه خصوصا المتاخرين كابن تيمية وابن القيم الجوزية وأبو الأعلى المودودي ونقبت في أبي هريرة والبخاري،
والمقال الوحيد الذي هاجمه الحشد الإسلاموي تكفيرا وتهديدا وسبا هو مقال حول “مغالطات د.محمد الفايد الدينية”.
إن معركة الحداثة ليست معركة قصيرة الأمد يمكن التعبير عنها من خلال هبات نفسية أو جذبات و تدوينات غير مسؤولة في هذا الفضاء الأزرق أو من خلال تعبيرات مسيئة.
إن الحداثة معركة نبيلة وتحتاج محامين جيدين يتوفرون على كفاءات منهجية وفكرية وأسلوبية جيدة إن لم نقل كبيرة.
وهؤلاء المحامين ليس من السهل صناعتهم وإنتاجهم، فهم في الحقيقة نتاج عمل مضني وشاق و قراءات متنوعة ومستجدة للواقع وللإصدارات الفكرية والعلمية.
إن هؤلاء مسؤولون من جهة عن استئناف الإجتهادات الكبيرة في تفكيك التراث والتأسيس للحداثة عند رواد النهضة العربية وعند مفكري الحداثة المعاصرين من مثل المرحوم الجابري و اركون وطرابيشي وفودة وإلياس مرقص وحسن حنفي وغيرهم، وفي نفس الوقت مسؤولون عن ربح هذه المعركة بجهد فكري ومنهجي مؤسس ومسؤول.
أكرر هاته الحركات العفوية من قبل أشخاص غير مسؤولين لا تخدم معركة الحداثة نهائيا وتخدم خصوم الحداثة، ولكن الأسوأ من ذلك أنها تستفز الشعور العام و تمس حتى الجمهور الواسع الذي يتعامل بعفوية مع الموقف من الدين والحداثة وغيرها.
إن ما كتبته سيدة في هذا الفضاء حول زواج الرسول (ص) من السيدة خديجة بنت خويلد وبنفس المعطيات موجود في عدد من الكتب النقدية، ويمكن أن نكتبه في مقال قادم على سبيل التوضيح والتحدي، لكن “التوابل” التي أحيط بها لا هي فكرية ولا منهجية ولا حجاجية، وبالتالي تلقت ردود الفعل هاته رغم تضامني معها فيما تعرضت له من تكفير وسب وقذف..
الحداثة، كمجمل المعارك الفكرية والسياسية، معركة عادلة تحتاج محامين أكفاء ومسؤولين وليس مجرد كتبة يسيؤون ويهدمون أكثر مما يبنون.