تحذيرات أمنية من توظيف الجماعات المسلحة للذكاء الاصطناعي في التجنيد والهجمات السيبرانية

Hashtag
حذّرت وكالات استخبارات وخبراء في الأمن القومي من تصاعد مخاطر استغلال الجماعات المسلحة للذكاء الاصطناعي، معتبرين أن هذه التقنيات قد تتحول إلى أداة فعالة لتجنيد عناصر جديدة، وإنتاج محتوى مزيف، وتطوير الهجمات السيبرانية بأساليب أكثر تعقيدًا وتأثيرًا.

ووفق تقارير نقلتها وكالة “أسوشيتد برس”، يرى مختصون أن تنظيمات متطرفة، من بينها “داعش”، أدركت منذ سنوات أهمية الفضاء الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي في نشر الدعاية واستقطاب الأنصار، ما يجعل انتقالها إلى اختبار أدوات الذكاء الاصطناعي تطورًا متوقعًا في مسارها الدعائي والتنظيمي.

وأشارت مصادر استخباراتية إلى رصد دعوات على منصات إلكترونية موالية لهذه الجماعات تحث على دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في أنشطتها، مستفيدة من سهولة الاستخدام والقدرة على إنتاج صور ومقاطع فيديو تبدو واقعية، ما يعزز التضليل الإعلامي ويصعّب مهمة التحقق.

ويرى خبراء في الأمن السيبراني أن خطورة هذه الأدوات تكمن في تمكين مجموعات صغيرة ذات موارد محدودة من إحداث تأثير واسع، سواء عبر حملات دعائية مكثفة أو عبر هجمات إلكترونية أكثر تطورًا. كما حذروا من استخدام الصوت والصورة الاصطناعيين في عمليات انتحال وتصيد احتيالي تستهدف مؤسسات حساسة.

الأكثر إثارة للقلق، بحسب التقديرات الأمنية، هو احتمال توظيف الذكاء الاصطناعي للمساعدة في تطوير أسلحة بيولوجية أو كيميائية، وهو ما أُدرج ضمن تقييمات التهديدات الداخلية الصادرة عن جهات أميركية مختصة خلال العام الجاري.

في هذا السياق، تحرك مشرعون في الولايات المتحدة لاقتراح تشريعات تهدف إلى الحد من هذه المخاطر، من بينها تسهيل تبادل المعلومات بين مطوري تقنيات الذكاء الاصطناعي والسلطات المختصة، وإلزام الجهات الأمنية بإجراء تقييمات دورية لمخاطر إساءة استخدام هذه التقنيات من قبل جماعات متطرفة.

وتؤكد هذه التحذيرات أن الذكاء الاصطناعي، رغم فوائده المتعددة، بات يشكل تحديًا أمنيًا متزايدًا، يستدعي تنسيقًا دوليًا وتشريعيًا لمواجهة مخاطره المحتملة وحماية الفضاء الرقمي من الاستغلال العنيف.