تدوينة للريسوني تثير جدلا واسعاً بدعوة المسلمين لمساندة إيران

هاشتاغ
أثارت تدوينة حديثة للداعية المغربي أحمد الريسوني، الرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، موجة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي، بعد أن دعا فيها إلى “مساندة إيران في مواجهتها للعدوان”، معتبراً أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي الدولة التي قدمت “أكبر دعم لفلسطين والمقاومة” مقارنة بباقي الدول العربية والإسلامية.

وفي نص مطول نشره على صفحاته الرسمية، امتدح الريسوني مواقف طهران منذ سقوط نظام الشاه وتولي الخميني الحكم، وخص بالذكر تحويل سفارة إسرائيل في طهران إلى سفارة فلسطينية، واصفاً ذلك بأنه “إشارة قوية إلى العداء الصريح للنظام الجديد تجاه إسرائيل”. كما أشار إلى أن الدعم الإيراني للقضية الفلسطينية لم يقتصر على الخطابات، بل تعداه إلى التسليح والتدريب العسكري لفصائل المقاومة، وهو أمر لم تجرؤ عليه – حسب تعبيره – أي دولة عربية أو إسلامية أخرى.

الريسوني اعتبر أن الموقف الغربي والأمريكي المعادي لإيران يعود أساسًا إلى عدائها المبدئي لإسرائيل، معتبراً أن “من لا يتعايش مع إسرائيل، لا يُتعايش معه في المنظور الغربي”، مبرزاً أن العقوبات والضغوط المتواصلة ضد طهران ليست سوى محاولة لإسكات صوتها الرافض للمشروع الصهيوني.

وقد لقيت التدوينة ردود فعل متباينة على مواقع التواصل، بين من اعتبرها دفاعاً مبدئياً عن المقاومة الفلسطينية، وبين من اتهم الريسوني بتجاهل الأجندة التوسعية لإيران وتدخلاتها في الشأن العربي، خصوصاً في سوريا واليمن ولبنان.

وتأتي هذه التدوينة في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والدولية المرتبطة بالملف النووي الإيراني والدعم الإيراني للفصائل المسلحة في المنطقة، مما زاد من حدة النقاش حول دور طهران في الصراع العربي الإسرائيلي.

ويبقى تصريح الريسوني محل نقاش واسع، سواء في الأوساط الفكرية أو الشعبية، حيث أعاد طرح تساؤلات قديمة حول حدود التحالفات في قضايا الأمة، ومتى تكون “نصرة فلسطين” مبدأً جامعًا، ومتى تتحول إلى ورقة في صراعات النفوذ والمواقف المتباينة.