في مقال بعنوان “الجزائر والمغرب وتونس: ماذا سيفعل دونالد ترامب؟”، تطرقت مجلة “جون أفريك” الفرنسية إلى الوضع السياسي للعلاقات بين دول المغرب العربي والإدارة الأمريكية، مشيرة إلى اختلاف مواقف هذه الدول من الولايات المتحدة في ظل إدارة ترامب، وعودة الأخيرة المحتملة إلى البيت الأبيض. فبينما يحظى ترامب بتأييد في المغرب، تتسم العلاقة مع الجزائر بالتوتر، وتكتفي تونس بموقف محايد.
وأشارت المجلة إلى أن تزامن فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية مع الذكرى الـ49 للمسيرة الخضراء، التي قادها الملك الراحل الحسن الثاني لاسترجاع الصحراء من الاستعمار الإسباني، كان حدثًا ذا رمزية خاصة للمغاربة. في عهد ترامب، اعترفت الولايات المتحدة في ديسمبر 2020 بالسيادة المغربية على الصحراء، ما أضاف زخماً للعلاقات المغربية الأمريكية وساهم في تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل ضمن إطار اتفاقيات أبراهام. وعند تولي بايدن الرئاسة، توقف بعض التقدم في هذا المسار، إلا أن موقف واشنطن بشأن الصحراء بقي ثابتاً، ما دفع عدداً من الدول الأوروبية مثل ألمانيا وإسبانيا، وأخيراً فرنسا، لدعم خطة الحكم الذاتي المغربية.
يعتبر المغرب أن عودة ترامب للسلطة ستعزز مصالحه، وسبق للعاهل المغربي أن بعث برقية تهنئة له يوم فوزه، أكد فيها على العلاقة التاريخية والشراكة الاستراتيجية بين البلدين، مشيراً إلى أن المغرب سيبقى “حليفاً مخلصاً” للولايات المتحدة وسط تحديات عالمية وإقليمية متزايدة. المملكة تأمل، كما تقول “جون أفريك”، في أن تساهم عودة ترامب في دفع ملف الصحراء على الساحة الدولية.
وفي المقابل، أشارت المجلة إلى أن العلاقات بين الجزائر وواشنطن تقتصر على التعاون الأمني، وأن إدارة ترامب لم تعر الجزائر اهتماماً كبيراً خلال ولايته الأولى. ومع احتمال عودة الجمهوريين إلى السلطة، قد تواجه الجزائر صعوبة في التقرب من واشنطن، خصوصاً إذا تقلد السيناتور ماركو روبيو، الذي يدعو لعقوبات ضد الجزائر بسبب علاقاتها مع روسيا، منصباً حساساً في الإدارة.
أما تونس، فقد وصفتها المجلة بأنها تتبنى موقفاً متوازناً، حيث لم يرسل الرئيس قيس سعيد تهنئة رسمية لترامب، ما يعكس عدم الاهتمام المتبادل بين البلدين.