ترامب يتجاهل إسبانيا ويفضل المغرب.. غضب في مدريد!

أثارت الصحافة الإسبانية استياءً واسعًا بسبب استبعاد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لإسبانيا من قائمة الدول التي تواصلت معها إدارته في جولتها الأولى، مفضلًا المغرب وتسع دول أوروبية أخرى.

وأبرزت صحيفة “El Mundo” أن العلاقات بين مدريد وواشنطن لم تكن يومًا أولوية بالنسبة لترامب، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي لديه تحفظات كبيرة بشأن الإنفاق الدفاعي لإسبانيا، إضافة إلى خلافه الإيديولوجي العميق مع رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز.

وتابعت الصحيفة أن المغرب أصبح، لعدة أسباب، حليفًا أكثر أهمية لترامب في الوقت الراهن، معتبرة أن أقصى ما يمكن أن تأمله إسبانيا هو تجنب أي صدمات دبلوماسية كبيرة خلال السنوات الأربع المقبلة، مستندة في ذلك على العلاقات التاريخية والقواعد العسكرية الأمريكية على أراضيها. لكنها حذرت من أن التوتر قد يتصاعد بفعل ضغوط الناتو، والالتزامات الأمريكية في الجبهة الجنوبية، والتصريحات السياسية المتبادلة بين الطرفين.

واعتبرت الصحيفة أن تجاهل إدارة ترامب لمدريد يتجلى بوضوح في عدم إجراء أي اتصالات رسمية بين الرئيس الأمريكي أو وزرائه مع نظرائهم الإسبان، تمامًا كما حدث في ولايته الأولى. حتى أن وزير الخارجية ماركو روبيو، ذو الأصول الكوبية، لم يتواصل مع المسؤولين الإسبان رغم تحدثه نفس اللغة، وبدلًا من ذلك، بادر إلى التواصل مع المعارض الفنزويلي إدموندو غونزاليس، اللاجئ في إسبانيا بعد فراره من بلاده.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التجاهل الأمريكي لإسبانيا يكتسب أبعادًا استراتيجية مقلقة، خاصة مع تنامي العلاقات بين واشنطن والرباط، وهو ما قد يؤدي إلى تحولات حاسمة في ملفات حساسة، مثل قضية الصحراء المغربية، كما حدث سابقًا بفضل العلاقات المتميزة بين ترامب والعاهل المغربي، الملك محمد السادس.

هذا التوجه الأمريكي يعكس تراجع الدور الإسباني في السياسة الخارجية الأمريكية، مقابل تعزيز التحالف مع المغرب، وهو ما يشكل ضربة دبلوماسية لمدريد، في وقت تحاول فيه الحفاظ على نفوذها الإقليمي وسط تحديات متزايدة.