تصدع حكومي.. أخنوش يمنع نزار بركة من زيارة مشروع الربط المائي بين وادي المخازن ودار خروفة

كشف مصدر مأذون لموقع “هاشتاغ” أن رئيس الحكومة عزيز أخنوش تدخل لمنع نزار بركة، وزير التجهيز والماء، من زيارة مشروع الربط المائي بين سد وادي المخازن وسد دار خروفة، التي كانت مقررة يوم السبت الماضي.

ووفقا لما أوردته مصادر موقع “هاشتاغ” فإن الزيارة التي كان يُنتظر أن تتم بحضور وسائل الإعلام لتسليط الضوء على وصول أولى الأمتار المكعبة من المياه إلى سد دار خروفة، تم تأجيلها إلى أجل غير مسمى، دون الكشف عن الأسباب الحقيقية وراء هذا القرار.

وأفاد مصدر موقع “هاشتاغ” أن المياه وصلت بالفعل إلى سد دار خروفة عبر القنوات، ويجري حالياً اختبار جاهزية المشروع الذي يهدف إلى نقل 100 مليون متر مكعب من المياه سنوياً بمعدل تدفق 3.2 متر مكعب في الثانية، لتلبية احتياجات سكان طنجة من الماء الصالح للشرب.

وأضاف أن نزار بركة كان يعتزم زيارة المشروع في هذا التوقيت لإبراز تقدم العمل، مشيرا إلى أنه غاب عن تدشين المشروع الأول للربط المائي بين حوضي سبو وأبي رقراق في غشت 2023، وهو التدشين الذي جرى من طرف رئيس الحكومة عزيز أخنوش، مما طرح تساؤلات حينها، رغم أن المشروع يقع ضمن اختصاصات وزارته.

وتزامن تأجيل هذه الزيارة مع ظهور وزراء حزب الاستقلال في جلسة الأسئلة الشهرية بمجلس النواب وهم يجلسون منعزلين عن باقي الوزراء، وهو مشهد أثار جدلاً داخل الأوساط السياسية، واعتُبر رسالة سياسية من الأمين العام للحزب نزار بركة إلى شركائه في التحالف الحكومي.

وتأتي هذه العزلة داخل البرلمان وسط نقاشات داخلية في حزب الاستقلال حول موقعه داخل الأغلبية الحكومية، خاصة بعد زيارة نزار بركة الأخيرة إلى معقله الانتخابي في إقليم العرائش، حيث أعلن خلال تجمع حزبي عن طموحه لتصدر نتائج انتخابات 2026.

وأثارت زيارة نزار بركة للعرائش، والتي شملت تدشين عدة مشاريع مرتبطة بوزارة التجهيز والماء، انتقادات من قيادات حزب التجمع الوطني للأحرار بسبب تهميش منتخبين وقيادات الحزب وعدم إشراكهم في هذه الأنشطة، رغم أن بعض المشاريع تقع ضمن مناطق نفوذهم.

ويعتبر مشروع الربط المائي بين سد وادي المخازن وسد دار خروفة خطوة استراتيجية ضمن جهود المغرب لتعزيز الأمن المائي، حيث يأتي في سياق سلسلة مشاريع مماثلة لتخفيف الضغط على الموارد المائية. ومع ذلك، فإن التوترات السياسية المحيطة بنزار بركة وزيارته المؤجلة تطرح تساؤلات حول الديناميكيات داخل التحالف الحكومي، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية المقبلة.