تصريح صادم يعري “تمييز” وزارة التربية الوطنية ويهز ثقة الأسر في المدرسة العمومية

هاشتاغ
مرة أخرى تجد وزارة التربية الوطنية نفسها في قلب عاصفة من الجدل عقب تصريح منسوب إلى أحد مسؤوليها يزعم فيه أن “تلميذا واحدا من المدارس الرائدة يعادل مستوى 80 تلميذا من مؤسسات أخرى غير رائدة”.

تصريح صادم لم يثر فقط موجة من الغضب الشعبي بل اعتُبر طعنة في مبدأ تكافؤ الفرص الذي يشكل أساس المنظومة التعليمية المغربية.

النائبة البرلمانية نادية بزندفة عن فريق الأصالة والمعاصرة التقطت سريعاً خطورة هذا الانزلاق الخطابي وطالبت الوزير برادة بالخروج بموقف رسمي لتوضيح ما إذا كان هذا الكلام يمثل توجه الوزارة أم مجرد اجتهاد غير محسوب لمسؤول فقد البوصلة.

التصريح الذي يحمل في طياته نزعة نُخبوية مقيتة يرسل رسائل محبطة للتلاميذ وأوليائهم في المؤسسات “غير الرائدة”، وكأن الوزارة تقسم أبناء المغاربة إلى درجات متفاوتة من القيمة والجدارة في ضرب مباشر لمبدأ المساواة الذي نص عليه الدستور المغربي، ولشعارات الإصلاح التعليمي التي لم تهدأ الحكومة عن ترديدها.

الغريب أن وزارة التربية الوطنية، بدل الانكباب على معالجة الفوارق البنيوية بين المدارس وتحسين جودة التعليم العمومي في عموم التراب الوطني تنزلق إلى خطاب يشرعن التمييز ويُسقط ورقة التوت عن نوايا خفية بتوسيع الهوة بين مدرسة النخبة وباقي المؤسسات.

وهو ما يثير شكوكا حقيقية حول جدية الإصلاحات المعلنة وصدق الالتزام بإنصاف التلاميذ المغاربة جميعاً، دون استثناء أو تفاضل.

اليوم، الكرة في ملعب الوزير برادة. فهل يملك الجرأة السياسية لتصحيح هذا الانزلاق وإعادة الاعتبار للمدرسة العمومية وكرامة تلامذتها أم أن هذا التصريح يعكس، في العمق، قناعة مترسخة داخل وزارته بأن الإصلاح التعليمي لا يمر عبر الإنصاف بل عبر تكريس فوارق جديدة بين “النخبة” وباقي أبناء الشعب.