الدكتور محمد البغدادي (باحث في العلوم القانونية بكلية الحقوق بطنجة)
يولي المجتمع الدولي أهمية كبيرة للصراع الغربي الروسي في ظل تطورات التحركات العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية التي بدأت يوم الثلاثاء 24 فبراير 2022 بحكم تعرض شعب إقليم دونباس شرق أوكرانيا للإبادة الجماعية من جانب الجماعات النازية المتطرفة خلال اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمجلس الأمن القومي الروسي بتاريخ 25 فبراير 2022 ، بما في ذلك إحداث التحولات الجارية في النظام الدولي، وبروز نظام متعدد الأقطاب، وإعادة الخريطة العالمية من خلال مراجعة النظام الأمني بالنسبة للقارة الأوروبية، وكذا التمدد الكبير لحلف النيتو في شرق دول أوروبا ومدها بالمساعدات والمعدات العسكرية، وتزايد العقوبات الاقتصادية الغربية ضد روسيا، وعلى وجه الخصوص منع موسكو من نظام سويفت .
وتجدر الإشارة إلى أن الارتدادات العسكرية الروسية في أوكرانيا، لقيت دعوات عديدة سواء تعلق الأمر بالصين التي دعت إلى المفاوضات أو واشنطن وشركائها التي نادت إلى وقف التحرك العسكري الروسي، هذا فضلا عن دور الجمعية العمومية للأمم المتحدة في دعوة الرئيس الروسي فلاديمر بوتير في وقف العمليات العسكرية في الأراضي الأوكرانية من خلال التصويت على مشروع القرار الأممي بتاريخ 2 مارس 2022 ، بعدما فشل مجلس الأمن الدولي في المصادقة عليه من خلال استخدام حق النقض أو الفيتو الممنوح للجانبين الروسي والصيني على حد سواء بتاريخ 25 فبراير 2022.
وفي هذا السياق، فإن السؤال الكبير والعريض الذي يثار بحدة هو: كيف سيتعامل المنتظم الدولي مع هذه الأزمة الأوكرانية؟ وبعبارة أخرى هل من حلول سلمية وبراغماتية وواقعية وتوافقية للجانبين الروسي والأوكراني؟
