هاشتاغ
في ظل التحولات الاقتصادية والبيئية المتسارعة، تبرز مبادرات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية الرامية إلى تعزيز النجاعة الطاقية بالمساجد كخطوة استراتيجية تستجيب للرهانات الوطنية في مجال الطاقة المستدامة. وقد نوهت البرلمانية إلهام الساقي بهذه الجهود، مشيرة إلى البرامج التي تم إطلاقها في هذا الصدد، وعلى رأسها “برنامج المسجد الأخضر” و”برنامج التأهيل الطاقي”، اللذان يسعيان إلى ترشيد استهلاك الطاقة والحد من الأعباء المالية المرتبطة بها.
وتأتي هذه البرامج كثمرة لشراكات مؤسساتية بين وزارة الأوقاف من جهة، ووزارتي الاقتصاد والمالية والانتقال الطاقي، إضافة إلى شركة الهندسة الطاقية، من جهة أخرى، في إطار اتفاقيات تهدف إلى تحويل المساجد إلى فضاءات أكثر كفاءة في استخدام الموارد الطاقية، مما يعكس توجهاً حكومياً نحو الانخراط في الدينامية العالمية للانتقال الطاقي.
غير أن النائبة البرلمانية لم تغفل الإشارة إلى بعض النواقص التي ما زالت تحد من تعميم هذه التجارب الناجحة، خصوصاً في المناطق القروية التي تعاني من ضعف البنية التحتية وصعوبة الوصول إلى الموارد. وقد دعت الساقي إلى وضع تصور شامل يضمن تغطية جغرافية عادلة تشمل جميع المساجد عبر مختلف جهات المملكة.
ويكشف هذا التدخل البرلماني عن وعي متزايد داخل المؤسسة التشريعية بأهمية ربط الدين بالبيئة والتنمية المستدامة، ويطرح في الوقت ذاته تساؤلات حول مدى قدرة الحكومة على تجاوز العقبات التمويلية واللوجستيكية لتعميم هذه البرامج على نطاق أوسع.